كلمات قادة محور الجهاد والمقاومة في منبر القدس 1443هــ – 2022م
بمناسبة حلول يوم القدس العالمي، عَقد، اليومَ الثلاثاء، “منبرُ القدس” السنوي لقاءَه الذي جمع على الهواء الافتراضي قادة المقاومة، بحيث ألقوا كلمات بهذه المناسبة.
وأكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن يوم القدس مناسبة مهمة لتذكير الأمة بمسؤولياتها تجاه فلسطين واستنهاض للأمة للتحرك الجاد لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، مشددا على أن أي تهديد وجودي للقدس يعين حربا إقليمية.
وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة ألقاها خلال فعاليات “منبر القدس” إن يوم القدس مناسبة هامة لتوحيد الأمة حول القضية الفلسطينية لتتبنى الموقف الصحيح الموحد، متوجها بالتحية لشعب فلسطين والمجاهدين في فلسطين والمرابطين في الأقصى والثابتين في القدس.
وشدد على أن شعبنا العزيز إلى جانب أحرار الأمة ومحور المقاومة والجهاد سيسعى لرفع مستوى التعاون والتنسيق، مؤكدا أن هذا التعاون بين أبناء الأمة هو من أسمى وأرقى مصاديق التعاون على البر والتقوى.
وجدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “تبنينا الجاد والصادق لمعادلة السيد حسن نصرالله التي أعلن فيها أن أي تهديد وجودي للقدس يعني حربا إقليمية” مشددا على أننا”لن نتوانى عن المشاركة بكل ما نستطيع مع أحرار الأمة والشعب الفلسطيني ومحور المقاومة والجهاد”.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني بسيطرته على فلسطين كيان مؤقت محتوم زواله والانتصار عليه محتوم، لافتا إلى أن الواقع يشهد على عوامل زوال الكيان الصهيوني، موضحا أن مؤشرات انحدار الكيان الصهيوني باتت واضحة ويعترف بها قادة هذا الكيان.
السيد حسن نصر الله: القضية الفلسطينية “تضجّ بالحياة من جديد
وقال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، خلال مشاركته في “منبر القدس”، إنّ القضية الفلسطينية “تضجّ بالحياة من جديد، وتجد لها مزيداً من المؤيدين والمجاهدين المستعدين للتضحية من أجلها”.
وأكد السيد نصر الله، أنّ “استراتيجية العدو كانت تقوم على الرهان على الوقت وعلى نسيان الشعوب للقضية الفلسطينية”، لافتاً إلى أنّ “ما يجري هو العكس تماماً، ببركة الإيمان والجهاد والبصيرة، التي تعبّر عنها دول محور المقاومة وقواه وشعوبه”.
وأوضح أنّ “محور المقاومة المتعاظم يجب أن يُسَمّى أيضاً محور القدس بحق، لأن القدس هي النقطة المركزية الجامعة”، مشيراً إلى أنّ القدس “تعود اليوم ولها سيف في غزة يدافع عنها، كما حدث في العام الماضي في معركة سيف القدس”.
وأكد السيد نصر الله “أنّنا في حزب الله نعتبر أنفسنا في خط المواجهة الأمامي إلى جانب إخوتنا في فصائل المقاومة الفلسطينية”، لافتاً إلى أنّ “كل من ينتمي إلى هذا الخط وهذا المحور يتعرّض لحصار وعقوبات، هدفها التخلي عن القدس وعن فلسطين وعن منطق المقاومة”.
النخالة: لن نتراجع أو نساوم وإيران تحتضن المقاومة
من جانبه، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إنّ “شعبنا قوي بإرادته، ويُثبت أنه لن يتخلى عن القدس”، مؤكداً “أننا لن نتراجع أو نساوم”.
ولفت نخالة إلى أنّ “إيران تحتضن المقاومة، وتفتح أفقاً عريضاً للمجاهدين لتحقيق النصر”، مضيفاً: “لقد كان مؤلماً أن يُترك الشعب الفلسطيني في هذه الظروف من أشقائه”، مشيراً إلى وجود “من أبرق رسائل تهنئة إلى الاحتلال”.
هنية: العمليات البطولية سجلت نقاطاً مهمة
بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، إنّ يوم القدس “يأتي هذا العام على وقع الأحداث الكبيرة التي تعيشها مقدسات القدس الإسلامية والمسيحية”.
وأكد هنية أنّ “العمليات البطولية سجلت نقاطاً مهمة، في مقدّمتها أنّ خيار المقاومة هو خيار شعب وليس خيار فصيل أو نخبة”، مضيفاً أنّها “سجلت أهمية الضفة ورجالها في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني، وفي إعادة التوازن الاستراتيجي”.
وتابع أنّ “المقاومة في موجتها الجديدة تؤكد أنّ قضية القدس والأقصى وحق العودة والأسرى لا يمكن أن تُحسَم على طاولة المفاوضات”، مشيراً إلى وجود “عاملَين دفعا العدو إلى الإسراع في خطواته، أو تنفيذ مشاريعه في التقسيم الزمني والتقسيم المكاني للمسجد الأقصى”.
وأوضح هنية أنّ “العامل الأول يتعلق بالتطبيع، ومن خلال العلاقات ببعض الحكومات العربية، والتحالف عسكرياً وأمنياً معها”، مضيفاً أنّ “العامل الثاني متعلق بالداخل الفلسطيني، واستغلال انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية”.
ولفت هنية إلى أنّ “شعبنا والمرابطين والمرابطات وأهلنا في الداخل المحتل وقوة الإسناد في غزة أفشلوا مخطط العدو”، متابعاً أنّ “غزة أكدت أنها لا يمكن أن تكون بعيدة عن هذا الصراع، وخصوصاً إذا تم تجاوز الخطوط من جانب العدو”.
وأشار إلى أنّ “قضية القدس وقضية فلسطين استطاعتا، على الرغم من كل الأحداث الكبيرة في العالم، أن تعودا إلى الصدارة مجدداً”، مشدداً على أن “لا أمن ولا استقرار في هذه المنطقة ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بحقه الكامل في أرضه ووطنه”.
وأردف رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” أنه أبلغ إلى “كل الأطراف أنه لا يمكن لشعبنا وأمتنا قبول تغيير طابع الأقصى، وسنُفشل كل المخططات”، موضحاً أنّ “محاولات العدو لتجاوز الخطوط وارتكاب مزيد من الحماقات قد تحوّل هذا الصراع الثنائي إلى صراع إقليمي”.
الشيخ عيسى قاسم: الأمة تواجه اليوم أخطر تهديدٍ لهويتها ووجودها
من جهته، اعتبر المرجع الديني، الشيخ عيسى قاسم، أنّ المسجد الأقصى “يعاني أكثف الهجمات الصهيونية العدائية وأقذرها وأخطرها وأشرسها”، مؤكداً أنّ “الأمة تواجه اليوم أخطر تهديدٍ لهويتها ووجودها على يدي التطبيع”.
وأضاف أن “يوم القدس العالمي يفرض علينا أن نستحضر كل تفاصيل المحنة التي يعانيها المسجد الأقصى”، لافتاً إلى أنّ “دولاً عربية انخرطت في مأساة التطبيع مع هذا العدو اللدود، وأصبحت في جبهة واحدة معه”.
أبو أحمد فؤاد: إيران تدعم بكل قوة محور المقاومة
وفي السياق ذاته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اللواء أبو أحمد فؤاد، إنّ “يوم القدس يؤكد أن حقوق الشعوب المظلومة لا يمكن أن تضيع بالتقادم، مهما طال الزمن أو قصر”.
وشدد أبو أحمد فؤاد على أنّ “إيران تساهم في محور المقاومة، وتدعمه بكل قوة، وخصوصاً المقاومة الفلسطينية”، مشيراً إلى أنّّ “الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني، ومن خلفه محور المقاومة، ستصنع النصر”.
الصميدعي: وقفتنا رسالة إلى الخونة وإلى المطبّعين
أمّا مفتي العراق، الشيخ مهدي الصميدعي، فأوضح أنه “حين تَساهل الحكام في مقابل ثمن بخس، وهو الجلوس في كراسيّ الحكم، تنازلوا عن قضية الأمة، عن فلسطين وعن القدس”.
ودعا الصميدعي “كلَّ المسلمين، في شِيبهم وشبانهم ونسائهم ورجالهم، إلى وقفة واحدة في يوم القدس العالمي”، لافتاً إلى أن “على الفقهاء وعلى العلماء أن يقولوا كلمتهم عبر دعوة الأمة إلى الوقفة التضامنية في يوم القدس العالمي”.
وأضاف مفتي العراق أنّ “وقفتنا رسالة إلى الخونة وإلى المطبّعين الذين باعوا دينهم وضميرهم”.
صبري: التطبيع لن يؤثّر فينا
بدوره، رأى خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أنّ “المسجد الأقصى المبارك محور الأطماع، كما هو محور الصراع الذي يفتعله الاحتلال”، مضيفاً أنّ “ما حدث خلال شهر رمضان يؤكد الأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى”.
وتابع صبري أنّ “الانتهاكات التي جرت بحق الأقصى تدل على أنه ليس له حرمة لدى الصهاينة”، مؤكداً أنّ “القدس شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى شأنه شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي”.
ولفت إلى أنّ “أغلبية الدول العربية منشغلة بصراعاتها الداخلية، أو بالتطبيع مع الاحتلال، لكن هذا لن يُعفيهم من المسؤولية”، مضيفاً أن “الأمة ملزمة بدعم المقدسيين ودعم صمودهم، والشعوب متعاطفة معنا ونحن نخاطب الحكومات”.
وشدّد صبري على أنّ “هذا التطبيع لن يؤثر فينا لأن هذه الدول لم تكن أصلاً تدعم قضيتنا كما يجب، وإنما كان الدعم شكلياً”.
العامري: الفصائل العراقية تشعر بالارتباط بين تحرير العراق وتحرير القدس
من جهته، قال رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، “إننا نقف اليوم ويقف معنا كلّ مسلمي العالم وأحراره، إجلالاً وإكباراً ليوم القدس العالمي”، مؤكداً أنّ “استمرار الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى واغتصابه للأرض الفلسطينية جريمةٌ يجب أن تنتهي”.
وأشار العامري إلى أنّ “قضية القدس أصبحت اليوم عنواناً مقدَّساً لوحدة المسلمين، في كل طوائفهم، ولوحدة الأديان السماوية”، لافتاً إلى أنّ “يوم القدس يبقى مشروع الأمل والمقاومة من أجل استنهاض الأمة، وشحذ الهمم وتعبئة الطاقات”.
وأوضح العامري أنّ “فصائل المقاومة العراقية تشعر بعمق الارتباط بين تحرير العراق وتحرير القدس وكل أرض فلسطين”، مضيفاً أنّ “الاحتلال طوّر أساليبه إلى سياسية وأمنية وثقافية”.
وأضاف أنّ “تحرير العراق من الهيمنة الأميركية هو تحرير له من الزحف الصهيوني الخفي والمتعدد الأشكال”، مشيراً إلى أنّ “الكيان الصهيوني كيان زائل، وكلما انقضى يوم من محنة الشعب الفلسطيني انقضى يوم من رخاء هذا الكيان”.
وأضاف العامري أنّ “العداء لمحور المقاومة والتشهير به عمل شائن يصبّ في مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
المطران عطا الله: نحن كعائلة واحدة ندافع عن القدس
ومن القدس المحتلة، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنّا، إنّ “القدس كانت وستبقى لأهلها، وسياسات الاستعمار والاحتلال فيها باطلة وغير قانونية وغير شرعية”.
وأكد المطران حنا أنّ “مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية مستهدَفة ومستباحة، وهنالك استفزازات خطيرة في القدس”، لافتاً إلى أنّ “المقدسيين مدافعون حقيقيون باسم الأمة كلها عن هذه البقعة المباركة، وعن هذه المقدسات، سواء كانت إسلامية أو مسيحية”.
وأردف: “نحن في خندق واحد، وكعائلة واحدة، ندافع عن القدس، ولن ينجح الاحتلال في سرقة القدس من أهلها وأصحابها”، مضيفاً: “في يوم القدس العالمي، أتوجه إلى الفلسطينيين بضرورة أن يضعوا الانقسامات جانباً”.
ناجي: على الشعب الفلسطيني التكاتف لإحياء هذا اليوم
أمّا الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي، فقال إنّ “الإمام الخميني أراد منذ أكثر من 43 عاماً أن يحافظ على دعم مدينة القدس وأهلها”، لافتاً إلى أنّ “الإمام الخميني استشرف المخاطر التي تهدد مدينة القدس، وتتهدد المقدسات الإسلامية فيها”.
وشدّد ناجي على أهمية “أن يتكاتف كل أبناء الشعب الفلسطيني لإحياء هذا اليوم وللتصدي للعصابات الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنّ “الشهيد قاسم سليماني كان يشرف شخصياً على تطوير القدرات العسكرية لكل فصائل المقاومة الفلسطينية”.