فيلم قصير يروي جزءا مما كابده الصيادين اليمنيين في جزيرة عقبان في البحر الأحمر، عندما أقدم تحالف العدوان الأمريكي السعودي في ٢٢ أكتوبر ٢٠١٥م على ارتكاب جريمة بشعة راح ضحيتها أكثر من ٢٥٠ من الصيادين والمسعفين.
فيلم قصير يروي جزءا مما كابده الصيادين اليمنيين في جزيرة عقبان في البحر الأحمر، عندما أقدم تحالف العدوان الأمريكي السعودي في ٢٢ أكتوبر ٢٠١٥م على ارتكاب جريمة بشعة راح ضحيتها أكثر من ٢٥٠ من الصيادين والمسعفين.
جزيرة من أجمل الجزر اليمنية الواقعة على البحر الأحمر وأمام حارس البحر الأحمر الحديدة، وتحديدًا بالشمال الغربي من جزيرة كمران الشهيرة.
تعد هذه الجزيرة مأوى يأوي إليه الكثير من الناس من محافظة الحديدة سيما أولئك الصيادين الذي يتوافدون إليها من مناطق متفرقة من المحافظة.. بسيطو العيش، عظيمو الأثر الذي يمارسون مهنتهم حول هذه الجزيرة التي يحطون رحالهم فيها حين تصل الشمس في كبد السماء.. لكأنها استراحة صياد.. جزيرة عقبان.
منذ أن ابتدأ العدوان السعودي الأمريكي على البلد في العام ألفين وخمسة عشر، والصيادون يخشون الاحتكاك بأي طرف في هذه الحرب محاولة منهم في الحفاظ على مصدر رزقهم في البحر الذي أصبحت معظم جزره تحت سيطرة الاحتلال، لكن لا جدوى!
فالاستهداف شامل لكل فئات المجتمع اليمني، والاحتلال لا يفرق بين صيادٍ أو مقاتل أو مزارع أو مواطن عادي؛ حاول الصيادون إقناع أنفسهم بهذا الأمر الحتمي؛ لكن قعودهم بأيدٍ خالية الوفاض لا تجد قوت يومها أمر مستحيل.
فضلًا عن أن فئة الصيادين من أهم فئات المجتمع الفعّالة التي لا يمكن الاستغناء عنها في سير الحياة اليومية للمجتمع، ورغم ألمهم البالغ بعدم قدرتهم للوصول إلى جميع مناطق البحر الأحمر نتيجة احتلاله؛ إلا أنهم لم يستسلموا لهذا الوضع واستمروا بممارسة مهنتهم وطلبهم للرزق في المناطق التي لم يستطع تحالف العدوان السيطرة عليها أو احتلالها..
رغم تلك المعاناة التي يشعر بها الصيادون في الصيد وذاك التعب الذي يلاقونه نتيجة التنقل من منطقة لأخرى في البحر بهدف الصيد إلا أن شوقهم يزداد لقيلولة صغيرة تزيل عنهم عناء التعب كلما اقتربوا من جزيرة عقبان.
لم تنعم الجزيرة بالأشجار بل لا يسكنها أحد كي يأوي إليها الصيادون للاستراحة فيها؛ إلا أنها حظيت بمكانة خاصة في قلوب الصيادين الذي يأوون إليها في وقت الظهيرة؛ ليضع كلٌ منهم أمتعته على شاطئها، ويركن قاربه على الشاطئ ليستظل بظل القارب من حرارة الشمس الشديدة.
وفي لحظة مؤلمة، بوقت الظهيرة في الثاني والعشرين من أكتوبر من العام ألفين وخمسة عشر للميلاد، وما إن حط الصيادون رحالهم في تلك الجزيرة، حتى أقبلت الطائرات تحط رحالها أيضًا، وشتًان ما بين الرحالين.
الأول من شأنه إعالة أسرٌ لم تفكر بعد في غيره، والثاني من شأنه هدم أسر لم تجرؤ يومًا على التفكير بهذا المصير.
في خطوة جريئة ووقحة قام تحالف العدوان السعودي الأمريكي بقصف الصيادين لتختلط أحلام قيلولتهم بأشلاء ودماء أجسادهم، وكل جرمهم أنهم أرادوا العيش بكرامة يطلبون الرزق الحلال في بلدهم كحق مشروع في جميع القوانين؛ ومن متى كان الحق المشروع جرمًا يُعاقب عليه؟
غدا أكثر من مئتي شخص ما بين شهيد وجريح إثر تلك الصواريخ التي أطلقتها طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي في جريمة إبادة جماعية تعكس مدى حقد تحالف العدوان سيما حين كررت الطائرات قصفها بل حين تدخلت طائرات الأباتشي بالتمشيط على المسعفين والجثث المتناثرة في تلك الجزيرة التي اختلط ماؤها بالدماء التي كثيرًا ما احترقت أجسادها عند توفير قوتها وقوت من تعول!
الجريمة بشعة ومؤلمة، وصمت المجتمع الدولي أكثر إيلامًا، كل ذلك وأكثر منه قد حتم على الأحرار القيام بواجبهم سيما القوات البحرية في البحر الأحمر، التي امتطت جوادها للدفاع عن الصيادين في الساحل ولحماية مدن وجزر الحديدة إزاء طموح تحالف العدوان باحتلال البلد وبناء القواعد العسكرية في البحر، وما قامت به القوات البحرية من خطوات دفاعية وهجومية ضد العدو يشير بصرامةٍ أن طموح العدو إلى زوال دائم؛ سيما حين فرضت معادلتها بأن كل صيادٍ يمني يساوي سفينة بأكملها للعدو.