كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ضمن كلمات قادة محور الجهاد والمقاومة في منبر القدس 1444هـ
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” ضمن كلمات قادة محور الجهاد والمقاومة في منبر القدس
22/رمضان/1444هـ 13/أبريل/2023م
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّين وَعَلَى آلِهِ الطَيِّبِينَ الطَاهِرِين، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين.
أَيُّهَـــا الإِخْـــوَةُ وَالأَخَـــوَات: السَّــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُــه؛؛؛
وَالسَّلَامُ عَلَى شعبِ فِلَسطِينَ المَظلوم، وَمُجَاهِدِيهِ الأَحرَار، وَالمُرَابِطِين فِي الأَقصَى، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه.
في شهر رمضان المبارك، شهر القرآن، وشهر الصيام، وشهر الجهاد، شهر الفتوحات الكبرى في صدر الإسلام، الشهر العظيم، شهر فريضة الصيام التي تربي على التقوى، أعلن الإمام الخميني “رضوان الله عليه” آخر جمعةٍ منه يوماً عالمياً للقدس، ودعا الشعوب إلى إحيائه في مختلف أقطار الدنيا، وتخصيصه لخلق الوعي في صفوفهم، وتهيئة أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعدائهم.
إنَّ يوم القدس العالمي، هو من أجل أن تبقى قضية فلسطين حيةً في نفوس المسلمين، من أجل أن تبقى مشاعر الجهاد، ومشاعر الرفض لإسرائيل حيةً في نفوس المسلمين، من أجل يقظة جميع الشعوب الإسلامية، ولتعرف الشعوب نفسها، أنها تستطيع من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها، ومن خلال البحث عن الرؤى الصحيحة، أن تصل إلى النتيجة المحتومة في الوعد الإلهي الحق، بتحقيق النصر الحاسم، وإنقاذ الشعب الفلسطيني المظلوم، وتطهير فلسطين والأقصى من رجس الصهاينة الغاصبين المعتدين.
إنَّ يوم القدس، هو يوم تعبئةٍ عامةٍ للمسلمين، وتذكيرٍ بالمسؤولية، التي هي من صميم الالتزامات الإيمانية عليهم، في التمسك بالموقف الحق، والتصدي لأعداء الله، أعداء الإنسانية، اليهود الصهاينة، الذين يعتبر التصدي لهم، والعمل على دحرهم من أرض فلسطين، جهاداً مقدساً، كما يعتبر الموقف منهم، والعداء لهم، ومقاطعتهم، والتحرك ضدهم في كل المجالات، مسؤوليةً إيمانيةً وإنسانية.
إنَّ شعبنا اليمني المسلم العزيز، وانطلاقاً من هويته الإيمانية، متمسكٌ بهذا الموقف، وثابتٌ عليه، وهو حاضرٌ في الساحات، وفي كل المناسبات، للتعبير عن هذا الموقف، ولم يتراجع عن ذلك، بالرغم من حجم العدوان والاستهداف، وهو يسعى عملياً، للإسهام بكل ما يمكن، في سبيل أداء واجبه الإيماني، في الجهاد في سبيل الله تعالى، والمشاركة مع أحرار الأمة، في المعركة الحاسمة.
وإننا في مسيرتنا القرآنية، والمشروع القرآني المبارك، الذي أسسه، وأرسى دعائمه، الشهيد القائد/ السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، نعتبر الجهاد ضد العدو الصهيوني، وضد الهيمنة الأمريكية، مرتكزاً أساسياً لمشروعنا، وعاملاً مهماً في نهضة الأمة، وتغيير واقعها، وذلك من خلال الرؤية القرآنية، التي ترتقي بالأمة في وعيها، وتربي الأمة على الإحساس بالمسؤولية، وتحيي الروح الجهادية، وتنتقل بالأمة، من حالة الجمود، وتلقي الضربات، إلى موقع الفاعلية، والموقف، والعمل، والتحرك الجاد في كل المجالات، بوعيٍ ورشاد، كما قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[الإسراء: الآية9]، وكما قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7].
ولقد ظهر جلياً خوف الصهاينة، وقلقهم الكبير، من نهضة شعبنا، وتحركه على أساسٍ من مبادئه القرآنية، وعمله الدؤوب، لبناء قدراته العسكرية، وتحركه الشامل، ليسهم بشكلٍ فعلي مع أحرار الأمة، وشعب فلسطين، في دحر الصهاينة المغتصبين، المجرمين، واستعادة المقدسات.
لقد بات جلياً في هذه المرحلة، من خلال تنامي الروح الجهادية للشعب الفلسطيني، وبسالة أبنائه المجاهدين الأحرار، في الضفة الغربية والقدس، كما في غزة، وثبات شعوب أمتنا على موقفها، بالرغم من موجة التطبيع والخيانة، وتنامي قدرات وصمود أحرار الأمة، ومحور الجهاد والمقاومة، وبالشرخ الكبير، الذي يهز كيان اليهود الصهاينة من الداخل، بات جلياً أن خطوات الزوال، والعد التنازلي لنهاية الكيان الصهيوني، قد بدأت بالفعل، وأن العدو الإسرائيلي يتجه نحو الهلاك والهاوية، والهزيمة الحتمية، وعد الله، لا يخلف الله وعده، وصدق الله القائل في كتابه الكريم: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}[الإسراء: من الآية7].
وفي الختام، نتوجه بالتحية والإعزاز والإكبار والتبجيل، للمجاهدين الأحرار، في الضفة الغربية والقدس، وفي كل ربوع فلسطين، كما نتوجه بالدعوة لأبناء أمتنا الإسلامية، لإحياء يوم القدس العالمي.
وَالسَّــــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتـــُه؛؛؛