كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات 28 رجب 1445هـ | 8 فبراير 2024م
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 28 رجب 1445هـ 8 فبراير 2024م
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
يستمر العدوان الإسرائيلي الغاشم، والهمجي، والإجرامي، والوحشي، على قطاع غزة، بمشاركةٍ أمريكيةٍ وبريطانية، متجاوزاً الأسبوع السابع عشر على التوالي؛ ليبلغ أربعة أشهر وخمسة أيام.
هذا العدوان منذ بدايته وإلى اليوم سجل أعلى رصيدٍ من الإجرام، إلَّا أنه يحصد خيبة الأمل والفشل، والإحصائيات التي سجلت عدد الشهداء والجرحى والمفقودين، وهي ليست إحصائيات كاملة؛ لأن هناك حالات كثيرة لم يتم التمكن من إحصائها بعد، الإحصائيات للمجازر، مجازر الإبادة الجماعية، التي يستهدف العدو الإسرائيلي بها سكان غزة بلغت: (ألفين وثلاثمائة وسبعين مجزرة)، هذه مجازر وجرائم للإبادة الجماعية، التي يقتل بها السكان في الأحياء عبر الأحزمة النارية، والقصف الشامل، والاستهداف الشامل، وهي من أكبر الشواهد على مدى النزعة الإجرامية للعدو الإسرائيلي، وهو يستمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة بهذا الأسلوب: عن طريق الجرائم (جرائم الإبادة الجماعية، والمجازر الجماعية)، التي يقتل بها الأهالي في الأحياء كباراً وصغاراً، أطفالاً ونساءً بشكلٍ جماعي.
ويواصل أيضاً جرائم الإعدام في الميدان، عندما يدخل إلى الأحياء، عندما يتوغل في المدن والبلدات، عندما يشاهد الفلسطينيين وهم يعبرون أو يحاولون النزوح من مدينة إلى أخرى، من حيٍ إلى آخر، عندما يشاهد الشعب الفلسطيني، يشاهد من يتحرك منهم في الأحياء والشوارع، كم يقتل منهم بدمٍ بارد، يقتل العُزَّل من السلاح، يقتل الأطفال، يقتل النساء، يقتل الكبار والصغار بدمٍ بارد، وبلغ في وحشيته في ارتكاب جرائم الإعدام بدمٍ بارد، إلى إعدام الأطفال أمام أهليهم، وهذه وحشية رهيبة جدًّا، يتعمد قتل بعض الأطفال وهم أمام أهليهم، بمرأى من آبائهم وأهليهم؛ إمعاناً منه في الإجرام، والطغيان، والظلم، والجبروت.
وبلغ إجمالي عدد الشهداء والمفقودين، وعادةً يُعَبَّر عن منهم تحت الأنقاض بالمفقودين ممن تم حصرهم وإحصاؤهم: (خمسة وثلاثين ألف وسبعمائة وسبعة وستين)، وهناك من لم يتم حصرهم كما أشرنا سابقاً، وبلغ عدد الجرحى ممن تم إحصاؤهم: (سبعة وستين ألف ومائة وسبعة وأربعين جريح)، وهذه نسبة عالية جدًّا، وكما تحدثنا في الأسابيع الماضية، وكما يذكر ذلك في الإحصاءات المعلنة، معظم هؤلاء الشهداء ومعظم الجرحى، معظم الضحايا بشكلٍ عام من الشهداء، والجرحى، والمفقودين، من الأطفال والنساء، وبنسبة 75% منهم من الأطفال والنساء، أي وحشية تضاهي هذه الوحشية والإجرام الذي يمارسه العدو الإسرائيلي!! هذه الإحصائيات طبعاً إلى يوم الأربعاء، إلى الأمس.
والعدو الإسرائيلي في مسلكه الإجرامي لا يزال يركز أيضاً في عملياته وتوغلاته على المستشفيات، ولا يزال يمنع الأدوية، ولا يزال يستهدف الكوادر الصحية، ويستهدف سيارات الإسعاف، وضمن ذلك هو محاصرٌ لمجمع ناصر الطبي، الذي بداخله ثلاثمائة كادر طبي، وأربعمائة وخمسين جريحاً، وعشرة آلاف نازح، كلهم في دائرة الخطر المباشر.
الاستهداف أيضاً للجرحى بهدف منع تقديم الخدمة الطبية لهم، يأتي أيضاً باستهدافه لسيارات الإسعاف، وفي بعض الأحياء وفي بعض الشوارع يمنع حتى دخول سيارات الإسعاف لإسعاف الجرحى ونقلهم، ويريد لهم أن يستشهدوا، ويمنع عنهم الإسعاف لهذا الهدف: بهدف قتلهم وإبادتهم.
يمنع وصول الأدوية، وتستمر المأساة للجرحى، وللأطفال منهم، للكبار وللصغار في العمليات الجراحية وفي عمليات بتر الأطراف بدون التخدير الطبي، وكم هو مؤلمٌ ذلك! ولكنه بوحشيته، العدو الإسرائيلي بوحشيته، وإجرامه، وإفلاسه من الأخلاق الإنسانية، ومن المشاعر الإنسانية، وبالغطاء الذي توفره له أمريكا وبريطانيا، يجرؤ على هذه الوحشية، ويتلذذ بحجم المعاناة التي يعانيها حتى الأطفال والنساء في الشعب الفلسطيني.
يواصل قتل الكوادر الطبية، يواصل عمليات الإعدام الميدانية، يسعى للإبادة الجماعية بكل الوسائل، بكل وسائل القتل والتدمير، وبكل الوسائل الأخرى: وسائل التجويع، منع الغذاء، منع الدواء للوصول إلى الأهالي في غزة.
معظم السكان في قطاع غزة تحولوا إلى نازحين، دُمِّرَت المدن، استُهدِفَت المساكن، جُرِّفَت الكثير حتى من البلدات؛ فتحولوا إلى نازحين، كثيرٌ منهم في مدارس تابعة للأونروا، والبعض منهم اتجهوا إلى رفح بأعداد كبيرة جدًّا، وفي أماكن معينة، العدو يستهدفهم وهم في تلك الوضعية الصعبة كنازحين بالقصف، حتى في المدارس التابعة للأونروا، ويُحَضِّر هذه الأيام كما يظهر، وبمشاركة بريطانية وأمريكية لاستهداف رفح؛ من أجل إلحاق نكبة أكبر بالنازحين، والأهالي الذين نزحوا إلى هناك، وتقوم طائرات الاستطلاع الأمريكية والبريطانية بدورِ أساسي في هذه الأيام في التحضير لهذا الاستهداف.
النازحون- وهم معظم الأهالي- يواجهون مأساةً مركبة، من جهة القصف، والجوع، والعطش، ومن جهة المرض، انتشار الأمراض والأوبئة بين أوساطهم من دون أي أدوية، بل البيئة والمناخ والوضع الذي يعيشون فيه يساهم أيضاً في انتشار الكثير من الأمراض، لا يتوفر لهم حتى الخيام، معظمهم بدون خيام، يواجهون المعاناة من البرد القارص، تنعدم عنهم أبسط الخدمات، يعانون من الجوع الشديد، والبعض منهم يتمنى أن لو كان استشهد بالقصف بدلاً من المعاناة من الجوع، إلى درجة أن هناك وفيات من الجوع.
وقام العدو الإسرائيلي بقطع الاتصالات عنهم؛ من أجل الإمعان في معاناتهم؛ لأنهم مع ظروف القصف الشامل، والتدمير الشامل، والإبادة الجماعية، والعدوان والتوغل الذي يفصل الأحياء عن بعضها البعض، ويفصل المدن والبلدات عن بعضها البعض، لم يعد الكثير منهم يعرف شيئاً عن أقاربه، عن الآخرين، ممن تربطه بهم القرابة وصلة الرحم، وغير ذلك، لا يعرف الإنسان شيئاً الكثير من الناس هناك، بعض منهم لا يعرف شيئاً عن جزءٍ من أسرته، بل إن هناك الكثير من الأطفال الذين لا يعرفون شيئاً عن آبائهم وعن أمهاتهم، وهي حالة مأساوية جدًّا، تراهم بين أوساط النازحين وفي حالة التشريد لا يعرف شيئاً عن أبيه، ولا عن أمه، ولا عن أسرته، في وضعيه صعبة للغاية، وبلغ من الممارسات الإجرامية من جهة العدو الإسرائيلي، إلى أنه في بعض الأماكن، في بعض المدن وفي بعض الأحياء، يسمح بالعبور للأطفال دون آبائهم، فيجعل الأطفال يعبرون لوحدهم؛ ليفصلهم عن أهليهم وعن أسرهم، يتفنن في الجرائم، والظلم، والممارسات الإجرامية، ويتنوع، ويبدع ما لم يكن قد تنبه غيره من أولياء الشيطان ومن المجرمين والظالمين.
والمأساة شاملة للشعب الفلسطيني في غزة، للكبار والصغار، للأسر، للكل، وللأطفال، استهدف العدو الإسرائيلي الخُدَّج، واستهدف الرُّضَّع، واستهدف الأطفال في كل مراحل الطفولة، حتى- كما ذكرنا- في حالات سُجِّلَت وتم التأكد منها، جرائم إعدام مباشرة لهم بدون أي مبرر أمام أهليهم، مأساة شاملة.
مأساة المرضى مستمرة أيضاً، المرضى من الأمراض المزمنة، المرضى من الأوبئة، انعدم الدواء عنهم، منع السفر والخروج للعلاج لمن يحتاج إلى ذلك، وهم بالآلاف، فلا توفير للدواء، ولا فتح مجال لهم للخروج للعلاج، كذلك الجرحى الذين يحتاجون للخروج للعلاج.
الإجرام من جهة العدو الإسرائيلي مستمر، ينطبق على ممارساته الإجرامية الرهيبة جدًّا كل عناوين الشر، والطغيان، والكفر، والوحشية، والظلم، والحقد، ويحدث ذلك أمام مرأى ومسمع من العالم، وكثيرٌ من الجرائم (جرائم الإبادة الجماعية والشاملة) يتم بثها، ويشاهدها العالم عبر البث المباشر، يشاهد الناس الأطفال والنساء، والكبار والصغار، وهم شهداء نتيجةً لذلك العدوان، تحت الأنقاض، وبين الأنقاض، وفي الشوارع، وفي المدارس، وفي غيرها.
من الواضح أنه حتى الآن– بالرغم من مرور أكثر من أربعة أشهر- لا نلمس تحركاً جاداً، ممن يقدمون أنفسهم كمؤسسات دولية، ذات صلة ومسؤولية بالسعي لإيقاف الحروب، بالسعي لوقف الظلم، أو وقف الاعتداءات، مجلس الأمن من الواضح أنه مجلس أمن المستكبرين فقط، لا يفكر إلَّا في أمن الأمريكيين، أمن الإسرائيليين، أمن البريطانيين، أمن الفرنسيين، أمن الـ… دول معينة؛ أمَّا بقية دول العالم فهو لا يبالي بها، لا يبالي بما يجري على شعوبها، بل إن أمريكا- وهي التي لها دورٌ أساسيٌ في مجلس الأمن- هي بنفسها مصدر شرٍ، وإجرامٍ، وظلم، وطغيان على الشعوب المستضعفة، ولها دورها المباشر، وشراكتها في الإجرام ضد الشعب الفلسطيني وما يجري عليه، الأمم المتحدة الأمم المتحدة تصدر بيانات، ولم تدخل بعد إلى التصنيفات التي تطلقها على الشعوب المستضعفة، ومع ذلك تلقى بياناتها زجراً، وانتهاراً، وكذلك شدةً في الكلام، وقسوةً في التعبير، إذا أصدرت بياناً معيناً، أو صرَّح الأمين العام للأمم المتحدة، إذا أصدر موقفاً معيناً يقابل بالاستهجان، والزجر، والنهر، والوعيد، والإساءة، وغير ذلك.
على المستوى الدولي، ليس هناك تحرك دولي قوي، وفاعل، ومؤثر، وملموس، لمنع ذلك الظلم، لإيقاف ذلك الإجرام. الأمريكي له دورٌ أساسي في هذا التخاذل الدولي، بالرغم من مرور كل هذا الوقت، وفي كل يوم هناك جرائم إبادة جماعية، هناك المئات من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، هناك جرائم رهيبة جدًّا، يندى لها جبين الإنسانية، الدور الأمريكي له هو الذي يضلُع أساساً، وهو الذي وراء هذا الخذلان من المجتمع الدولي، تلك التصريحات التي تأتي أحياناً كحد أعلى لمواقف بعض الجهات لا تأثير لها، ولا أهمية لها، ولا فاعلية لها، مع الدور الأمريكي السلبي، والمشارك في الجريمة ضد الشعب الفلسطيني.
في مقابل ذلك الطغيان، والعدوان، والإجرام، من العدو الإسرائيلي، والتخاذل من المجتمع الدولي، فالعدوان الإسرائيلي بالرغم من حجم الإجرام والتدمير الشامل، وبالرغم من المشاركة الأمريكية والبريطانية، وهي مشاركة واسعة: بالخبراء، والإداريين، والمخططين؛ وأيضاً بطائرات الاستطلاع، والرصد، والخدمة المعلوماتية؛ وأيضاً بتقديم القذائف، والصواريخ، والقنابل، والدعم المالي، والدعم السياسي، والدعم الإعلامي، كل أشكال الدعم والمشاركة والإسناد يقوم بها الأمريكي والبريطاني مع العدو الإسرائيلي، والعدو الإسرائيلي بكل إمكاناته العسكرية، وقدراته التي راكمها، ووصل في المرحلة الأخيرة إلى الذروة، فيما يمتلكه من إمكانات عسكرية، من قدرات عسكرية، وإن كان وضع جيشه ووضعه الداخلي مهزوزاً، على المستوى المعنوي لديه مشكلة، لكن بالنسبة للإمكانات المادية، والقدرات المادية العسكرية، فهو وصل إلى الذروة فيها مع الدعم الأمريكي المفتوح، هو بالرغم من كل ذلك– إجرام رهيب جدًّا، وحشية رهيبة جدًّا، ومساهمة أمريكية وبريطانية بشكلٍ مباشر- فشل في تحقيق أهدافه المعلنة، أمام الصمود الفلسطيني العظيم بكل ما تعنيه الكلمة، صمود المجاهدين، وصمود بقية الأهالي والسكان.
العدو الإسرائيلي فشل في تحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المجاهدين في قطاع غزة، هو كان يطمح- وأعلن ذلك كهدف- إلى أن ينهي وجودهم وفاعليتهم، وأن يقضي عليهم في قطاع غزة، لا يزال المجاهدون في قطاع غزة- بحمد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبتوفيقه، وبمعونته، وبتأييده، وبنصره- متماسكون جدًّا، وأداؤهم الجهادي والقتالي فعالٌ للغاية، وهم يُنَفِّذُون عمليات مشتركة، زادت الأحداث والتحديات من مستوى تعاونهم، وتكاتفهم، وكذلك تظافر جهودهم، فهم يُنَفِّذُون العمليات المشتركة الفاعلة، والمشاهد الرائعة والبطولية للمجاهدين وهم يُنَفِّذُون عمليات من كتائب القسام، لاستهداف الدبابات الإسرائيلية وتدميرها، والعمليات التي تُنَفَّذ من كل فصائل المقاومة في قطاع غزة، عمليات فعَّالة ومؤثرة، يشتبكون مع العدو الإسرائيلي من مسافة صفر، بعد أن يقوم بعملية كبيرة من التدمير الشامل، يظهرون من بين الأنقاض، ومن المساكن المدمرة، وحتى أحياناً من مناطق قد تم حتى تجريفها، فيظهرون منها ويستهدفون دباباته، ويستهدفون جنوده، ويقنصون أيضاً كتائب الهندسة التابعة للعدو الإسرائيلي، وينكِّلون بالعدو الإسرائيلي، ويلحقون به الخسائر المباشرة، وهو يتحرك بحماية وغطاء جوي كبير، تتحرك الدبابة الإسرائيلية، ومن فوقها المروحية، ومن فوق المروحية هناك الطيران الحربي، وهناك يوجِّه الجيش الإسرائيلي كل إمكاناته في الرصد والرقابة، وكل أسلحته وإمكاناته العسكرية للاستهداف لأي هدفٍ يظهر أمامه، بالرغم من كل ذلك يتحرك المجاهدون في عمليات فعَّالة ومؤثرة، في القناصة، في الاشتباك، في تدمير الآليات العسكرية، وبفاعلية عالية، ولا تزال هذه الفاعلية واضحة جدًّا، وفشل العدو الإسرائيلي بكل ثقله، بكل إمكاناته، بكل ما يقوم به، من قصف، وتدمير، واستهداف، من اقتحام بعض المدن وبعض الأحياء، وفشله واضحٌ في ذلك.
فشل في أن يحصل على أسراه، وأن يستعيد أسراه، بدون صفقات تبادل، وهذا من أهم الأهداف التي أعلنها بالنسبة له، وفشله في ذلك واضح، وهناك تظاهرات لأهالي الأسرى من جانبهم، من جانب العدو الإسرائيلي، من الصهاينة، في تل أبيب مظاهرات مستمرة، واحتجاج مستمر تجاه ذلك الفشل.
فشل أيضاً في تهجير أهالي قطاع غزة خارج القطاع، ومن الواضح أن هذا كان ولربما لا يزال هدفاً، أو أملاً وأمنيةً، بالنسبة للعدو، كان يريد في بداية عملياته وصرَّح قادته بذلك، يريد تهجير الأهالي من قطاع غزة، وكان الأمريكي يشاطره هذا الهدف وهذا التوجه، ولربما- كما بلغنا- سعى الأمريكي أيضاً لإقناع بعض الدول العربية لتقبل بذلك، فكان يريد تهجير الأهالي من القطاع بشكلٍ كامل، وحتى هذا الإجرام الرهيب الذي يمارسه العدو الإسرائيلي بالأهالي، واحدٌ من أهدافه مع الحقد الكبير، والإجرام، والنزعة العدوانية، لكن واحدٌ من أهدافه العملية هو: كسر إرادة الأهالي، وكسر إرادة المجاهدين، والضغط على الأهالي؛ لكي لا تتوفر أي مقومات للحياة، وللاستمرار في التواجد في قطاع غزة، وهو فشل أمام كل ذلك، فشل كبير، ويقاس بحجم الإجرام، وحجم العدوان، وحجم القصف، وحجم التدخل الذي قام به الأمريكي والبريطاني معه، وحجم ما يمتلكه من إمكانات، فهو فشل كبير بهذا الحجم، وصمود المجاهدين في قطاع غزة آيةٌ من آيات الله، في ذلك الوضع الصعب، بإمكاناتهم المحدودة جدًّا، وهو شاهدٌ على النصر والتأييد الإلهي لهم، وهم يُكَبِّدُون العدو الخسائر الفادحة، وَقُتِل وَجُرِح المئات بل الآلاف من جيش العدو.
هذا الصمود والاستبسال من قبل المجاهدين والأهالي في قطاع غزة هو صفحةٌ ناصعةٌ في تاريخ الشعب الفلسطيني، ومن مبشرات المستقبل الواعد والمشرق للشعب الفلسطيني، بالفرج المحتوم الذي وعد الله به، وبالزوال الحتمي للعدو الإسرائيلي؛ لأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هو نصير المستضعفين، وعندما يتحرك شعبٌ بإيمان، وثقة بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويؤدي واجبه، ويؤدي مسؤوليته، وما عليه أن يقوم به ضمن التزامه الإيماني، والإنساني، والديني، ويتمسك بقضيته العادلة، وهو شعبٌ مظلوم، وقضيته عادلة، وفي موقف الحق؛ فإن الله وعد بالنصر، وهو “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” لا يخلف وعده، {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}[التوبة: من الآية111]، والزوال الحتمي للعدو الإسرائيلي هو وعدٌ إلهيٌ أكّده الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في بداية (سورة الإسراء)؛ ولذلك لابدَّ من تحقق هذا الوعد الإلهي، والشعب الفلسطيني كلما راكم- مع مظلوميته الكبيرة جدًّا- كلما راكم هذا المستوى من الجهد، والجهاد، والتضحية، والعمل، وكلما حقق تقدماً أكثر في أدائه لمسؤولياته، فهو يقترب من النصر الإلهي أكثر وأكثر، وهو نصرٌ محتوم.
من بوادر الفشل للجيش الإسرائيلي: ما بات واضحاً من إلزامهم بزيادة مدة الخدمة الإلزامية، وكذلك التطوعية، وكذلك التقدير الأمريكي، الأمريكيون يُقَدِّرون فيما يتعلق بالجيش الإسرائيلي أنه بحاجة إلى خمس سنوات على الأقل لترميم خسارته، والضربة التي لحقت به في السابع من أكتوبر، فما بالك بالخسائر اللاحقة وما لحق به من أضرار كبيرة على المستوى المعنوي، بالقتل والجرح، والأضرار التي تؤثِّر عليه معنوياً إلى حدٍ كبير، والفشل في الميدان، والهزيمة في الميدان، يتقدم بإمكانات هائلة جدًّا ليقتحم خان يونس ثم لا يلبث أن يُهزَم، يوماً بعد يومٍ بعد يوم، بالرغم من كل إمكاناته؛ ولذلك اتجه إلى المفاوضات رغماً عنه، عندما يفاوض فهو من مؤشرات فشله، عندما يتحرك المسار الدبلوماسي- وهو نشط في هذه الأيام- فتحرك المسار الدبلوماسي والمفاوضات هو: من الشواهد الواضحة على اليأس لدى الإسرائيلي وإن كان يكابر، وعلى اليأس لدى الأمريكي وإن كان الأمريكي أيضاً يكابر إلى حدٍ ما؛ لكنَّ ظروفهم جميعاً لا تسمح لهم بالاستمرار بهذه الوتيرة من العدوان إلى ما لا نهاية، وبهذا المستوى من الحرب إلى ما لا نهاية.
الإسرائيلي هو متعودٌ على الحروب الخاطفة، وليس متعوداً على حربٍ طويلةٍ جدًّا، مستمرة بشكلٍ دائم، والإنهاك الذي يعاني منه جيشه واضح، وكثيراً ما يخرج ألوية عسكرية بأكملها لإعادة ترميمها من جديد، معناه: أنه يتضرر وينهك، وجيشه ينهك، هو غير متعود على حروب مستمرة، وطويلة الأمد لا تتوقف، في كل يوم اشتباك، وأيضاً له مشاكله الداخلية، وخسائره الكبيرة على المستوى الاقتصادي والمعنوي، والخسائر الكبيرة في وضعه الداخلي المهزوز بشكلٍ غير مسبوق، هناك عوامل كثيرة يتحدث عنها الكثير ممن يتخصصون في دراسة الوضع الإسرائيلي.
الأمريكي ودوره أساسيٌ في استمرار العدوان على قطاع غزة، دور الأمريكي أساسي، هناك انتخابات في أمريكا، هناك مشاكل، هناك ظروف معينة، هناك أيضاً خسائر اقتصادية، هناك مشاكل للأمريكي في توسيع نطاق الحرب، وأصبح الأمريكي مشتبكاً مع جبهات متعددة: جبهة العراق، جبهة اليمن، يشتبك مع عدة جبهات، وتوسع الصراع أكثر فأكثر، وهذا يكلفه الكثير، ويقلقه ويؤثر عليه.
الوضع من جهة البريطاني كذلك، وضع مهزوز وهش، على مستوى الوضع الاقتصادي، والوضع الداخلي، وعوامل وأسباب أخرى.
فالصمود للمجاهدين في فلسطين، مع الصبر والتضحية، عاقبته هي النصر من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، الذي هو نصير المستضعفين، وهو المعوَّل عليه بالدرجة الأولى، في مقابل الخذلان المستمر من كثير من الأنظمة العربية، وكثير من الأنظمة في العالم الإسلامي، تكتفي بالتفرج، أو في أكثر الأحوال بعض البيانات وبعض التصريحات، بل البعض من الأنظمة لها دورٌ سلبيٌ واضح، على المستوى السياسي من العجيب لبعض الأنظمة أن الشياطين من الأمريكيين والإسرائيليين يوسوسون لها أن تستفيد من هذه الأحداث، وخصوصاً عندما يأتي الحديث عمَّا بعد الحرب على قطاع غزة، والعدوان على قطاع غزة، وكيف ستكون الأوضاع في قطاع غزة، ومن المعني بإدارة الوضع في قطاع غزة، فيوسوس لهم شياطينهم من الصهاينة، أن يفكروا في أن يكسبوا من هذه المأساة، من هذا الوضع، في إطار صفقة تطبيع، وهذا تفكير سيء للغاية، تفكير سلبي، ولا إنساني، ولا أخلاقي، من يفكر في أن يستثمر مأساة غزة؛ لتحقيق مكاسب في إطار صفقات تطبيع، فهو يفكر بطريقة شيطانية، ولا إنسانية، ولا أخلاقية، ولن تتحقق مثل هذه الأوهام، والأحلام، والآمال، لتلك الأنظمة العربية، التي بدلاً من أن تتجه للمساندة، والدعم للشعب الفلسطيني، ولو حتى على المستوى الدبلوماسي، والسياسي، والإنساني، تخذل الشعب الفلسطيني في كل ذلك، وتفكر بطريقةٍ مختلفة، وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ.
الدور السلبي لبعض الأنظمة العربية على مستوى التخاذل، أو التواطؤ والتآمر، هو خطيرٌ عليها، هو وصمة عارٍ عليها، في مقابل ما يحصل من مأساة، من مظلومية رهيبة جدًّا للشعب الفلسطيني، هو ذنبٌ عظيم لن يسامحها الله تعالى عليه. الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هو رب العالمين، هو ملك السماوات والأرض، وهو الذي يجازي عباده على مواقفهم، على أعمالهم، على تصرفاتهم، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة: 7-8]، فالتواطؤ والتخاذل أمام ما يحصل هناك له عواقبه، ويشكِّل خطورة على من يتجه ذلك الاتجاه السلبي.
الدور الآخر لبقية الدول هو يثبت حتى كدرسٍ مهم لشعوبنا بشكلٍ عام الَّا تعوِّل لا على منظمات دولية ومؤسسات دولية، ولا على أنظمة هنا أو هناك، مهما كانت مظلوميتها واضحة، ومهما كان حجم المظلومية، كما نشاهده في قطاع غزة، صمود الشعب الفلسطيني هو الذي يُعوَّل عليه، ويأتي معه دور الجبهات المساندة:
- أولها: جبهة حزب الله في لبنان:
الجبهة الكبيرة، الفاعلة، الساخنة، وهو يقدِّم الشهداء يومياً، ويخوض معركةً مباشرة، ولها تأثيرها الكبير على العدو الإسرائيلي الذي يتلقى الضربات المنكِّلة بجنوده، والمدمرة لعتاده العسكري، وتأثير جبهة حزب الله في لبنان تأثير كبير:
- في إشغال العدو، وإشغال قوة كبيرة من قوة العدو.
- وفي التنكيل بالعدو.
- وفي إجبار مئات الآلاف من الصهاينة على النزوح.
وغير ذلك، تأثير واسع جدًّا.
- الجبهة العراقية:
هي جبهة مساندة وجادة، وتستهدف العدو الإسرائيلي والعدو الأمريكي، وتقدِّم التضحيات، وتخوض مواجهة فاعلة؛ ولذلك صَعَّدَ الأمريكي في مواجهتها، واستهدف قادةً من مجاهديها الأعزاء، وفي هذا المقام نتوجه بالمباركة والعزاء لإخوتنا المجاهدين في العراق، باستشهاد القادة الذين استهدفهم العدو الأمريكي؛ لإسهامهم الكبير في نصرة الشعب الفلسطيني.
- وفي الجبهات المساندة يأتي دور جبهة اليمن:
جبهة اليمن في الاستهداف للعدو الصهيوني إلى فلسطين المحتلة، وفي العمليات البحرية، هي جبهة مستمرة، وستتواصل حتى وقف العدوان والحصار عن غزة.
استمر الاستهداف للعدو الإسرائيلي في هذا الأسبوع، من بعد كلمتنا في الأسبوع الماضي إلى اليوم، استمر الاستهداف للعدو الإسرائيلي، الاستهداف له إلى (أم الرشراش) التي يسميها العدو الصهيوني إيلات، وقد أثَّر القصف إلى إيلات (إلى أم الرشراش)، وأثَّرت العمليات البحرية على وضع العدو هناك، على كل المستويات لم تعد آمنة، في بداية العدوان على غزة كان العدو الإسرائيلي يأمل أن تكون (أم الرشراش) التي يسميها إيلات آمنةً تماماً، وأن تتجه إليها مجامع من الصهاينة، من المناطق التي فيها مواجهات ساخنة، مثل ما هو الحال فيما يطلقون عليه غلاف غزة، وغير ذلك، فلم تعد آمنة، أصبحت منطقةً مستهدفةً بالصواريخ، وهذا شيءٌ واضح، ويصيح منه الصهاينة المتواجدون بها، فهم في حالة قلق وخوف مستمر.
وتضررت في وضعها الاقتصادي وبشكلٍ واضح، وتحدث حتى المعنيون هناك من جهة العدو الإسرائيلي، من مسؤوليه هناك، يتحدثون عن خسائرهم في الوضع الاقتصادي، عن أضرارهم في الوضع الاقتصادي، كانت من قبل بالنسبة لهم منطقة سياحية، خسروا ذلك، أصبحت منطقة خوف وقلق، تعطلت كثير من الأنشطة الاقتصادية، تعطَّل دور مينائها، ميناء (أم الرشراش)، الذي كان يعتمد عليه العدو الإسرائيلي كميناء من أهم الموانئ، وله أهميته الاقتصادية على مستوى الوضع الإسرائيلي بشكلٍ عام، لـ (أم الرشراش) التي يسميها إيلات بنفسها، لمستوطناته هناك، وأيضاً على مستوى أوسع وأشمل، على مستوى العدو بشكلٍ عام، فيما يستفيده من العائد المالي والاقتصادي للميناء هناك، فالخسارة كبيرة، لدرجة أن يتعطَّل الميناء عن العمل، أصبح ميناءً معطلاً، ليس فيه أي نشاط.
واستمرت العمليات هذا الأسبوع إلى البحر، ومضيق باب المندب، وقد أصبحت حركة السفن المرتبطة بإسرائيل تكاد تكون منعدمة، العدو الإسرائيلي بالنسبة للسفن التي يملكها توقفت حركتها نهائياً من باب المندب إلى البحر الأحمر، وهذا إنجاز حقيقي، وانتصار حقيقي، كانت السفن تعبر باستمرار، كان مساراً أساسياً لحركة العدو الصهيوني التجارية عبر البحر، فكانت سفنه باستمرار تمر من هناك، تعطلت حركتها بالكامل، واعتمد إلى حدٍ كبير على سفن أخرى يستأجرها لحمل بضائعه، وتمر من هناك، فلمَّا كانت تٌستهدف؛ أصبح الوضع بالنسبة له أيضاً يمثل مشكلة كبيرة؛ لأنه وضعٌ يصعب عليه أن يمر بأي بضائع له، سواءً في سفن يمتلكها، أو عبر سفن أخرى؛ ولذلك كلَّفه هذا الخسائر الباهظة، نتيجةً لهذه العمليات، وهذا شيءٌ معروفٌ وواضح، مدى تضرر العدو الإسرائيلي على المستوى الاقتصادي بشكلٍ كبير نتيجةً لهذه العمليات أمرٌ لا شك فيه، يتحدث عنه الإسرائيليون ويعترفون به، ويتحدثون عن أرقام، عن المليارات من خسائرهم التي تكبَّدوها نتيجةً لهذه العمليات، تتحدث عنه وسائل الإعلام الغربية، وتتحدث عن أرقام كذلك، وهذا أمرٌ واضح، فالعدو الإسرائيلي تضرر بشكلٍ كبير جداً، وأثَّر هذا على وضعه الاقتصادي، وأعاق وصول حتى الغنم والبقر التي تصدِّرها له أستراليا، أعاق عليه الحركة التجارية التي كان يستفيد منها بشكلٍ كبير.
ثم الأمريكي والبريطاني كلاهما تورَّطا في العدوان على بلدنا، في مساعيهما لحماية السفن الإسرائيلية،وفي مساعيهما لأن يستمر تدفق البضائع للعدو الإسرائيلي، والإمكانات والدعم اللوجستي للعدو الإسرائيلي عبر البحر الأحمر، عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، مساندةً للعدو الإسرائيلي، ومشاركةً له في عدوانه على قطاع غزة، وحمايةً للإجرام الإسرائيلي ليستمر ضد أهل غزة، بما في ذلك الحصار، ومنع الغذاء والدواء عن أهالي غزة.
الأمريكي والبريطاني كلٌّ منهما تورَّط لهذا الهدف، عندما يقولون: [لحماية الملاحة الدولية]! هو كذب، لا يفعلون شيئاً من أجل الدول الأخرى، ولا يهمهم الدول الأخرى، هل أمريكا ستفكِّر بحماية الملاحة الصينية، أو ملاحة أي دولة هنا أو هناك، أو بحماية الملاحة الروسية، أو بحماية دول وبلدان أخرى من البلدان التي ليس لها أي أهمية لدى أمريكا؟
الأمريكي والبريطاني كلٌّ منهما همه دعم إسرائيل، وحماية الإجرام الصهيوني، ودعم الجرائم التي يمارسها العدو الإسرائيلي بحق أهل غزة، وألَّا يأتي شيءٌ يقلق العدو الإسرائيلي، ولأن العدو الإسرائيلي غرق في عدوانه على غزة، وليس جريئاً، ولا تسمح له ظروفه بأن يوسِّع معركته هنا أو هناك، وهو يريد أن يبقى متفرِّغاً لمعركة قطاع غزة، ومعركته في المواجهة مع حزب الله، قاموا بالوكالة عنه بهذا الدور، هم يقاتلون معه وفي صفه.
تورطوا بالعدوان على بلدنا لأجل هذا السبب، وذلك كلَّف الأمريكي، وكلَّف البريطاني أيضاً خسائر كبيرة على المستوى الاقتصادي؛ لأنهم ورَّطوا أنفسهم ليكونوا جزءاً من المشكلة نفسها، وليكونوا مستهدفين مع العدو الإسرائيلي؛ لأنهم يقومون بحمايته، والمشاركة معه، ويعتدون على بلدنا بالقتل والقصف من أجل العدو الإسرائيلي، دعماً للعدو الإسرائيلي، حمايةً للإجرام الصهيوني، فهم ورَّطوا أنفسهم؛ ولذلك وبسبب هذه الورطة، أصبحوا متضررين، فالمتضرر الحقيقي وبالدرجة الأولى وبشكل كبير من العمليات في البحر الأحمر هو: الإسرائيلي، ومعه الأمريكي؛ لأنه ورّط نفسه معه، ومعه البريطاني؛ لأنه ورَّط نفسه كذلك، وأصبح معروفاً حتى لدى شركات الشحن، وأصبح معروفاً أيضاً في البحر، أنَّ المواجهة تأتي مع الأمريكي والبريطاني.
الأمريكي لعدوانه على بلدنا بغير وجه حق؛ إنما إسناداً منه للعدو الإسرائيلي، ومشاركةً مع العدو الإسرائيلي، والبريطاني كذلك، تستهدفهم عمليات بلدنا، والقوات المسلحة اليمنية في البحر، وتستهدف سفنهم وبوارجهم، وفي عمليات قوية وفاعلة.
في هذا الأسبوع كان هناك خمس عمليات، من بينها عملية كبرى، قال عنها الأمريكي نفسه: أنَّه استمر الاشتباك فيها لأربعة عشر ساعة، بقي العدو الأمريكي في البحر أربعة عشر ساعة وهو في هذه المواجهة أمام الصواريخ، وأمام الطائرات المسيَّرة، عمليات فاعلة، عمليات مؤثرة على العدو، وتتحدث وسائل الإعلام- حتى الأمريكية منها والغربية- عن مدى الخسائر التي يتكبدها الأمريكي، ويتكبدها البريطاني نتيجةً لذلك.
التورط الأمريكي والبريطاني له نتائج سلبية عليهم هم، ولن يحقق شيئاً من أهدافهم، لن يحمي السفن الإسرائيلية، ولن يتمكنوا من خلال عدوانهم في استمرار حركة السفن المتَّجهة للعدو الإسرائيلي، والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي، فهو هدف فاشل، هدف ساقط، وثبت عملياً ذلك، وبحمد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبتأييده جلَّ شأنه، ولن يفيدهم شيئاً لأنفسهم، هم تحوَّلوا إلى قوى مستهدفة في البحر، ولربما لأول مرة يواجه الأمريكي مثل هذه الورطة: تصبح سفنه وبوارجه مستهدفةً بشكلٍ واضح، ولربما منذ الحرب العالمية الثانية يأتي وضع كهذا بالنسبة له.
كان من الأفضل للأمريكي والإسرائيلي– وهو الحل الصحيح، وهو الموقف الصحيح- أن يتوقف الحصار على غزة، أن يدخل الغذاء والدواء على غزة، لكن الأمريكي جازف، بدلاً من أن يقبل بموقفٍ إنساني بكل ما تعنيه الكلمة، بدخول الغذاء والدواء إلى كل قطاع غزة، جازف بأن يدخل في حرب ومواجهة ومشكلة كبيرة، وأن يدخل في مواجهة مع بلدنا، وأن تتحول سفنه وبوارجه إلى هدف لعملياتنا نتيجةً لعدوانه، ولسعيه لحماية السفن الإسرائيلية، فهو جازف، جازف بتوسيع الصراع، جازف بالخسائر الكبيرة على المستوى الاقتصادي، وهو الذي هو يؤثر على الملاحة الدولية في عسكرة البحر الأحمر، وفي تحويله إلى ساحة حرب، هو يسعى إلى إقلاق بقية الدول الأخرى، لكن الكثير من الدول تفهم الأمور جيداً، وتدرك أنَّه إن كان هناك خطرٌ في البحر الأحمر على حركتها الملاحية، وسفنها التجارية، فهو من الأمريكي، وليس من اليمن، وهذه هي الحقيقة، الأمريكي والبريطاني هم من يشكِّلون خطراً على السفن التجارية لبقية الدول، لا خطر عليها من اليمن إطلاقاً؛ لأن المستهدف في العمليات البحرية هو الإسرائيلي، ولمَّا تورط معه الأمريكي والبريطاني، أصبحوا هم أيضاً مستهدفين، فالحقيقة هي هكذا.
وعملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، لابدَّ من إيصال الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية إلى كل أنحاء قطاع غزة، لابدَّ من وقف الجرائم الرهيبة والشنيعة، جرائم الإبادة الجماعية لسكان غزة، وإلَّا ستستمر عملياتنا.
وبكل وضوح، عملياتنا واضحة ومحددة، تستهدف العدو الإسرائيلي، وعندما تورَّط الأمريكي معه والبريطاني أصبحوا مستهدفين كذلك، ليس هناك أي بلد آخر مستهدف، يمكن لكل الدول بمزيدٍ من التنسيق معنا أن تطمئن أكثر وأكثر في حركتها التجارية، وأن تكون مطمئنة، ولا تسمع أبداً للتشويش الأمريكي على ذلك.
الضربات الأمريكية والبريطانية التي بلغت هذا الأسبوع على بلدنا (ستاً وثمانين ضربة) بالغارات الجوية والبارجات، ليس لها أي تأثير على الإطلاق في الحد من قدرات بلدنا، وإذا كان الأمريكي يتحدث عن أنَّ لها تأثير في الحد من القدرات العسكرية لبلدنا، فهو حديث لمجرد التسلية والعزاء لأنفسهم، هم يحاولون أن يسلُّوا عن أنفسهم، وأن يحفظوا لهم شيئاً من ماء وجههم، وإلَّا هم يعترفون- بدءاً من الرئيس الأمريكي، وغيره من قادة الجيش الأمريكي- يعترفون بعجزهم عن منع الضربات اليمنية للسفن المرتبطة بإسرائيل، هم يعترفون عن عجزهم عن منع هذه الضربات، يعترفون بذلك بأنفسهم، ولكن عندما يتحدثون عن أنَّ ضرباتهم ستحد أو تقلل… أو غير ذلك، فهو أيضاً كلامٌ غير صحيح، ضرباتهم لا تحد من قدرات بلدنا، بحمد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” الضربات مستمرة، وفعَّالة، ومؤثرة، وأثَّرت بشكلٍ واضح، هناك أرقام واضحة، هناك نتائج واضحة وملموسة، الحل الصحيح هو: إدخال الغذاء والدواء إلى غزة، إلى الشعب الفلسطيني، إلى أهالي غزة المعذبين المظلومين؛ أمَّا الاستمرار في الضربات لن يفيد شيئاً لا لأمريكا، ولا لبريطانيا، ولا لإسرائيل، وما يقومون به هو عدوان، عدوان وانتهاك للسيادة، لكن خطرهم مرتدٌ عليهم، وإن كان هناك من تأثير سلبي، فهو أيضاً مرتدٌ عليهم، وله أثر إيجابي بالنسبة لنا- كما أكدنا مراراً وتكراراً- في تطوير القدرات العسكرية بوتيرة متسارعة، وعلى نحوٍ متميز.
وبعض الصحف الأمريكية تحدثت أيضاً حتى عن التكتيك في الضربات من اليمن، أنَّ الأمريكيين بدأوا يحاولون أن يستفيدوا في مناطق أخرى من هذا التكتيك الذي تفاجأوا به في الضربات من بلدنا، والحمد لله هناك تقدُّم على مستوى التكتيك، على مستوى التصنيع، على مستوى تطوير القدرات العسكرية، والعمليات العسكرية التي ينفِّذها بلدنا هي لمساندة الشعب الفلسطيني، وهي في جانبها العسكري بالصواريخ، والطائرات المسيَّرة، والوسائل العسكرية، هي جزءٌ من تحركٍ شامل لشعبنا العزيز في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدَّس)، جزءٌ آخر له أهمية كبيرة جداً، هو: التعبئة والتدريب والتأهيل على المستوى العسكري، وأصبحت القدرات على مستوى الجهوزية العسكرية والتجهيز العسكري متراكمة، ومتطورة بفضل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
مخرجات التعبئة والتدريب والتأهيل العسكري فيها بعشرات الآلاف، يضاف إلى مئات الآلاف، معه كذلك التفاعل الشعبي الواسع، والحضور الجماهيري المليوني في المظاهرات، والذي له أهمية كبيرة جداً، هذا التحرك الشامل: بالصواريخ المجنحة والباليستية والبحرية، بالطائرات المسيرة… بوسائل كثيرة، بالتعبئة العسكرية، بالحضور في الساحات، بالمظاهرات، كل أنواع التضامن، والمساندة، والتعاون، التي يمكن لشعبنا أن يشارك بها لنصرة الشعب الفلسطيني، هو لا يتردد في شيءٍ منها، ولا في فعل شيءٍ منها، وهذا له أهمية كبيرة جداً.
الموقف الشعبي الواسع، والحضور الواسع في المظاهرات، والتفاعل الحقيقي في أوساط شعبنا العزيز على نحوٍ واسع، يحسب له العدو ألف حساب، الأمريكي هو ينظر هذه النظرة الشاملة إلى واقع بلدنا، يرى أمامه شعباً، شعباً بالملايين يتحرك ضمن هذا الموقف، يؤيِّد هذا الموقف، يتوجه هذا التوجه، ويرى قوة عسكرية ضخمة، مئات الآلاف من المجاهدين، الذين يمتلكون الخبرة العسكرية، والقدرات العسكرية، وشاركوا في القتال لسنوات طويلة، ويرى شعباً مسلحاً، يرى أمامه قوة عسكرية منظَّمة هي الجيش اليمني، جيش مجرَّب، والأمريكي يعرف هذه الحقيقة؛ لأنه أشرف على عدوان على هذا البلد لتسع سنوات، هو يدرك ويعرف أنَّ هذا الجيش معد، مهيأ، مدرب، مقاتل، ممارس، صاحب تجربة، تجربة طويلة متنوعة، واجه فيها كل التكتيكات الأمريكية، العدوان كان على بلدنا يتحرك بتكتيك أمريكي، بتقنية أمريكية، يٌستهدف بأسلحة أمريكية، العدوان على بلدنا قُتِلنَا بالقنابل الأمريكية، استُهدِف بلدنا بالطائرات الأمريكية، بالصواريخ الأمريكية، بالقنابل الأمريكية، أُديرت المعارك والحروب إدارة من خبراء ومستشارين أمريكيين، فهو يعرف جيداً من هو هذا البلد، من هو هذا الجيش، من هو هذا الشعب، ويرى مع هذا الجيش، هذا النشاط للتعبئة العسكرية الواسعة، التي مخرجاتها مستمرة، ومراكز التدريب فيها واسعة، والأنشطة التدريبية والتأهيلية فيها واسعة، ويرى شعباً مقاتلاً بالفطرة، ومسلحاً، يمتلك ملايين قطع السلاح، وجاهز على المستوى المعنوي والنفسي، ويحمل إرادة الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويتفاعل بكل صدق وبكل جد مع الشعب الفلسطيني، مع مظلومية الشعب الفلسطيني، مع مظلومية الأهالي في غزة، هو يدرك كل هذه الحقائق، فهو ينظر إلى شعب.
عندما يُطلق الصاروخ الباليستي، أو المجنح، أو البحري، عندما يُطلَق فهو يعبِّر عن شعب بأكمله، أطلقه شعب، يجسِّد الموقف هذا إرادة شعبٍ بأكمله؛ ولذلك الأمريكي يحسب ألف حساب لهذه الحالة في البلد: للموقف الشعبي، والجهوزية العسكرية، والتوجه الجاد، والإرادة الصادقة، وإلَّا لكان رد الأمريكي مختلفاً عمَّا يجري.
الأمريكي– كما قلنا- غير متعوِّد، هو مستكبر ومتغطرس، غير متعوِّد أن تضرب سفنه، أن تضرب بوارجه بالصواريخ، ثم يرد بمجرد غارات بسيطة أو محدودة، أو لأهداف محددة هنا أو هناك، أو غارات لا تأثير لها في الواقع، هو يجتاح بلداناً بأكملها، ويختلق أحياناً هو (الأمريكي) أحياناً يختلق قضية لا أساس لها؛ ليجعل منها مبرراً لاجتياح شعب.
السياسة الأمريكية هي سياسة إمبريالية، عدوانية، مستكبرة، الأمريكي هو يمارس الطغيان، وتوجهاته وسياساته هي فعلاً ترجمةٌ حقيقيةٌ للطغيان والاستكبار، فأن تكون حتى سفنه وبوارجه مستهدفة، وأن يتضرر نتيجةً لذلك، لكان سيجيب بشكلٍ مختلف، لاجتاح اليمن بكله، لكنه لم يجرؤ على ذلك، هو يبحث عمن يقاتل ميدانياً وبرياً بالنيابة عنه، بدلاً من أن يرسل جيشه إلى الميدان، لم يجرؤ الأمريكي، ولم يجرؤ البريطاني أن يرسل جيشه إلى الميدان ليقاتل، هو يبحث عن مرتزقة، عن أدوات رخيصة، ليس لدمائها قيمةٌ عنده، يبحث عمن ليس لأرواحهم، ولا لدمائهم، ولا لحياتهم أي قيمة عنده، ليكونوا هم من يقاتلون بالوكالة عنه، وبالنيابة عنه، كأدوات رخيصة، لن يجرؤ على مواجهة شعبنا بحرب برية، بدخول عسكري مباشر؛ لأنه يرى هذه الحالة.
ولذلك أؤكد لشعبنا العزيز أنَّ موقفنا لمَّا كان تحركاً شاملاً لبلدنا على المستوى الشعبي، هذا الحضور الواسع، هذا التفاعل الواسع، هذه الأنشطة الواسعة، التي رأى فيها كل العالم موقف شعبنا، أنَّه متجه بكل جدية، وبكل ما يستطيع لمناصرة الشعب الفلسطيني، وللوقوف مع الشعب الفلسطيني، فلهذا كان له هذا الثقل، هذه الأهمية، وهذا التأثير؛ ولذلك من المهم أن نواصل تحركنا بهذا التكامل: في الحضور في الساحات، في التفاعل الواسع بشكلٍ كامل.
ولذلك شعبنا يُؤمَّل منه أن يواصل بدون كلل ولا ملل، طالما استمر العدوان الإسرائيلي على غزة، والحصار على غزة؛ فسنواصل بالقول وبالفعل، والصواريخ، والطائرات المسيَّرة، والفعاليات، والمظاهرات، وسيبقى التحرك الشامل، بل- كما قلنا قبل أمس- مسارنا أصلاً هو التصعيد، طالما تفاقمت المأساة الإنسانية في غزة، واستمر الظلم، والقتل الجماعي للأهالي في غزة.
الأمريكي والبريطاني معركتهما معنا ليست من أجل الملاحة الدولية، بل من أجل الملاحة الإسرائيلية، من أجل حماية الإجرام الإسرائيلي، والبريطاني هو يقوم بدور عدواني ووقح بدون أي مبرر، قال البريطاني: أنه سيشارك مع الأمريكي في المعركة ضد اليمن فقط، لن يشارك معه في الجبهات الأخرى، مثلاً: في العراق، أو ضد حزب الله، أو في سوريا… أو بقع أخرى، لكن ضد اليمن! هذه العدوانية تجاه الشعب اليمني لا يزال البريطاني يحملها منذ استعماره السابق في عدن، وإذا كان بقي له شيء من الأحلام؛ فليدرك أنها خيالٌ ووهمٌ كاذب، لن يكون لها إمكانية للتنفيذ في الواقع، لا يمكنه أن يستعمر في بلدنا من جديد، إذا كان له شيءٌ من الأوهام هذه، فهي عبارة عن مرض نفسي، دواؤه لدينا، وعلاجه عندنا: الصواريخ الباليستية التي تُحرِق سفنه في البحر، وتدمره في البحر، وتستهدفه بالضربات النوعية، إذا كانت الجرعة الماضية لسفينته التي احترقت من الليل إلى الليل ليست كافية في علاجه من هذا الداء النفسي، فيمكن أن توجّه له المزيد من الجرعات، ونمتلكها بفضل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
لا جدوى للأمريكي ولا للبريطاني من العدوان على بلدنا، المجدي فقط والحل هو دخول الغذاء والدواء إلى أهالي غزة، ووقف جرائم الإبادة الجماعية لغزة.
وفي هذا السياق ننصح الأمريكي والبريطاني بأن يكون لهم موقف إيجابي تجاه رد حركة حماس على المقترحات، وفي إطار الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها دولة قطر ومصر، السبيل الوحيد لإنهاء المشكلة هو هذا: وقف العدوان والحصار على غزة، وحماس قدَّمت رداً على المقترحات المقدَّمة إليها، يفترض بهم أن يتعاملوا بإيجابية مع هذا الرد؛ ليكون مخرجاً لهم من المأزق الذي هم فيه؛ أمَّا الاستمرار في الإجرام والعدوان في غزة، وفي العدوان على شعبنا العزيز، فلن يكون له نتيجة لمصلحتهم.
خرج في الأسبوع الماضي شعبنا العزيز في يوم الجمعة مجسداً بالقول والفعل وفاءه، وصدقه، وحريته في الاستمرار في موقفه، والثبات عليه، وفي هذا الأسبوع أوجِّه ندائي لكم يا شعبنا العزيز، في الخروج الحاشد والكبير والمشرِّف، خروجاً مليونياً، يغيظ الأعداء، ويعبِّر عن الثبات على الموقف.
لن نخلي الساحات، طالما والدَّم الفلسطيني يُسفك، ودموع الثكالى واليتامى تذرف، والعدو مستمرٌ بإجرامه ووحشيته، وحليب الأطفال في غزة ممنوعٌ عنهم، سنستمر بموقفنا بإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة، بإطلاق الطائرات المسيَّرة، أنشطة التعبئة التي جزءٌ أساسيٌ من الاستعداد العسكري ستستمر وتتوسع بإذن الله تعالى، المظاهرات، صوت شعبنا سيبقى عالياً، وهادراً، وموقفه مستمراً؛ لأنه شعبٌ يقول ويفعل، ويفعل ويقول، في إطار استجابته لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وجهاده في سبيله، ونصرته لإخوته المستضعفين، المظلومين، المضطهدين في فلسطين.
من المهم أيضاً على المستوى العالمي مواصلة المظاهرات، والأنشطة الإعلامية، والتحرك أيضاً في إطار الحث والتشجيع والتأكيد على مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.
عملياتنا مستمرة، مظاهراتنا مستمرة، ضرباتنا مستمرة، ونحن واثقون بنصر الله، والعاقبة للمتقين.
وللشعب الفلسطيني ومجاهديه نقول بكل صدق وجد:
لستم وحدكم، الله معكم، شعبنا معكم، كل الأحرار في هذا العالم معكم، ومعكم حتى النصر بالقول وبالفعل، ونحن واثقون بالنصر، والعاقبة للمتقين.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛