الحرس الثوري الإيراني يعلن عملية “الوعد الصادق2” باستهداف أهدافاً عسكرية وأمنية مهمة في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ
أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الثلاثاء عن عملية “الوعد الصادق2″، مستهدفا أهدافاً عسكرية وأمنية مهمة في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ.
وأصدرت العلاقات العامة للحرس الثوري الإسلامي بيانات متتابعة أعلنت فيها تنفيذ عملية الوعد الصادق2 بعد “فترة من ضبط النفس ضد انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اغتيال الشهيد المجاهد الدكتور إسماعيل هنية على يد الصهيوني النظام وضد حق البلاد في الدفاع المشروع عن النفس ضد ميثاق الأمم المتحدة وتصعيد شرور النظام بدعم أمريكا في مجزرة لبنان وغزة واستشهاد المجاهد الكبير قائد محور المقاومة والمقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، واستشهاد القائد رشيد والمستشار الأعلى للحرس الثوري في لبنان اللواء سيد عباس نيلفروشان”.
وأشار البيان الأول إلى أن “هذه العملية تمت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وإخطار هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة وإسناد جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزارة الدفاع”.. مؤكداً أن الكيان “سيواجه المزيد من الهجمات الساحقة والمدمرة”، “إذا قام النظام الصهيوني بالرد عسكريا على هذه العملية المتوافقة مع الحقوق القانونية للبلاد والقوانين الدولية”.
وأوضح البيان الثاني أن عملية “الوعد الصادق2” استهدفت بصواريخ محلية الصنع مراكز استراتيجية داخل الأراضي المحتلة، منها “القواعد الجوية والرادارية؛ مراكز التآمر والتخطيط للإرهاب ضد قادة المقاومة، وخاصة الشهيد الدكتور إسماعيل هنية والقائد العام لحزب الله اللبناني الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله، والقادة العسكريون في حزب الله وأصيبت المقاومة الإسلامية في فلسطين وقادة الحرس الثوري.
وأكد البيان “أن 90٪ من الهجمات أصابت الأهداف بنجاح على الرغم من أن هذه المنطقة كانت محمية بأنظمة الدفاع الأكثر تقدمًا وضخامة”، لافتاً إلى أن “النظام الصهيوني مرعوبًا من الهيمنة الاستخباراتية والعملياتية للجمهورية الإسلامية”، مجدداً التأكيد إن “هذه العملية تمت في إطار حق الدفاع المشروع واستناداً إلى القوانين الدولية ، وأي غباء من العدو سيتم الرد عليه بطريقة مدمرة ومؤسفة”.
السيد خامنئي: النصر حليف أهل الحق
وعقب العملية، نشر قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، عبر حسابه بالفارسية في منصة “أكس”، صورةً أرفقها بعبارة: “نصر من الله وفتح قريب”. وفي حسابه بالعربية، نشر السيد خامنئي مقطع فيديو يجمع مشاهد توثّق الصواريخ الإيرانية في سماء فلسطين المحتلة، وسقوطها في كيان الاحتلال، مرفقاً إياه بعبارة: “النصر حليف أهل الحق”.
إصابات مباشرة
أقرّ متحدث جيش كيان العدو الصهيوني بوقوع إصابات مباشرة في عدد من المستوطنات، والتي أدت إلى دوّي صفارات الإنذار في كل الأنحاء، ودفعت الملايين من قطاعن المستوطنين إلى الملاجئ، وسط حالة من الهلع والرعب.
واعترف إعلام العدو بتوجه معظم الصواريخ نحو قواعد عسكرية، وفي محاولة للتعتيم على ما حققه الهجوم الصاروخي الإيراني، طالب جيش كيان العدو المستوطنين بعدم تصوير أماكن سقوط الصواريخ.
وأظهرت المشاهد وصول عشرات الصواريخ الإيرانية إلى أهداف في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون تمكن القبة الحديدية من محاولة التصدي لها.
فرحة عارمة في غزة والأراضي المحتلة وإيران ولبنان والعراق واليمن
وفي قطاع غزة والمدن المحتلة والضفة الغربية، احتفل أبنائها في مناطق مختلفة من القطاع بالصواريخ التي أطلقتها إيران ضد كيان العدو الصهيوني، وأظهرت المشاهد فرحة عارمة عمت أبناء القطاع وهم يشاهدون موجات صاروخية إيرانية تتساقط على مستوطنات العدو وقواعده.
كما عمت احتفالات واسعة في ساحات مختلفة في مدن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبغداد وكربلاء وبيروت وفي العاصمة اليمنية صنعاء محتفين بالعملية الإيرانية الكبيرة، وسط هتافات ورفع أعلام فلسطين وصور القائد إسماعيل هنية وشهيد المسلمين والإنسانية السيد حسن نصرالله، بهذا الرد المشرف والذي أثلج قلوب المؤمنين.
فصائل المقاومة تبارك
باركت مختلف الفصائل الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية على الأراضي المحتلة، ووصفت حركة حماس العمليات بأنها رسالة قويّة لكبح جماح إرهاب العدو، داعيةً كل الدول والشعوب والأحزاب إلى “الوقوف صفاً واحداً، والتصدّي للجرائم الصهيونية والمشروع الصهيوني العدواني التوسعي، والعمل على تحرير أرضنا ومقدساتنا من دنس الاحتلال الفاشي”.
الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة بارك العملية واعتبر اليوم “يومٌ استثنائي في تاريخ الصراع تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين، وتعرّضت فيه (تل أبيب) لضربات المجاهدين من اليمن ولبنان وفلسطين وإيران وهذه دعوة لكل أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين”.
حركة الجهاد الإسلامي باركت الضربات الصاروخية الإيرانية، وقالت أن الضربات المؤلمة هي بعض ما يستحق هذا الكيان المجرم، وقالت “لقد أثلجت ضربات اليوم بعضاً من قلوب مئات الآلاف من الأسر الفلسطينية واللبنانية التي اكتوت بإجرام العصابة الحاكمة في تل أبيب، ومن ورائها إدارة بايدن المجرمة التي تدير هذا العدوان بوقاحة منقطعة النظير ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة”.
لجان المقاومة الفلسطينية وصفت العملية بالرد “الصاعق”، وقالت أن “الارتباك والذعر الذين أصابا الكيان. والخوف، الذي دبّ في قلوب المستوطنين وقادتهم، يكشف الضعف الكبير وهشاشة المنظومة الصهيونية بكل مكوناتها”، مشيرةً إلى أنها “جاءت لتطبع صورة الذل الإلهي على وجوه الصهاينة بدلاً من الصورة التي يسعى المجرم بنيامين نتنياهو لتحقيقها”.
حركة المجاهدين الفلسطينية أكدت أن العملية جاءت في سياق الرد الطبيعي على تمادي العدو في غطرسته وجرائمه، وأن العدو “لا يفهم إلا لغة الحرب والقوة، ولا يرتدع إلا بالضرب على الرأس”، وأنّ هذه الضربات الصاروخية النوعية “أظهرت هشاشة الكيان الصهيوني المتأزم وضعفه”.
حركة الأحرار الفلسطينية قالت أنّ العملية هي “الطريقة الأنجع لردع الاحتلال عن جرائمه وعربدته في المنطقة”. وشددت على أن “الاحتلال الإسرائيلي وقادته النازيين يجب أن يعلموا بأنهم لم يعودوا القوة الوحيدة المسيطرة في المنطقة”، وأنّ “نظرية الرعب والردع غدت متبادلة بين جميع أطراف النزاع، وعليه أن يعي أنه لا بدّ من محاسبته على جرائمه واغتيالاته وتماديه على سيادة الدول واستقراره”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قالت “إن الأخوة في كل فصائل وقوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وجمهورية إيران، الذين وجهوا الضربات طيلة الأيام الماضية للعدو الصهيوني، ونفذوا هجوم اليوم ليقمعوا أوهام العدو المتغطرس، أعادوا التأكيد مجدداً أن هذا الكيان المجرم لن يعرف الأمن أبداً، ولن يكون له بقاء أو استمرار بعد كل هذه المجازر والجرائم التي ارتكبها عبر تاريخه الدموي”.
اليمن تبارك وتؤكد استمرار دورها الفاعل في الإسناد
بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط العملية واعتبرها “مشروعة للدفاع عن النفس وتأديب الكيان المجرم”.. مجدداً التأكيد “على جاهزية القوات المسلحة اليمنية لردع الأمريكي في حال قرار ارتكاب أي حماقة”، مضيفاً “لن نترك الأمريكي والإسرائيلي للاستفراد بأي من أبناء أمتنا”.
وأكد الرئيس المشاط أنه “لا يحق لأي منظمة دولية الحديث الآن، بينما كانت تلزم الصمت والعدو الصهيوني يعربد بجرائمه”.
من جانبه بارك الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام، العملية الإيرانية، وأكد أن “ردع كيان العدو الصهيوني والتصدي له، هو السبيل الوحيد للجمه ومنعه من التمادي في جرائمه الوحشية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وفي المنطقة”.. موجهاً التحية “للجمهورية الإسلامية الإيرانية على مساندتها لفلسطين والتصدي للهيمنة الأمريكية في المنطقة”.
بدوره بارك المكتب السياسي لأنصار الله العملية العسكرية النوعية، وأشار إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت أنها سند حقيقي للقضية الفلسطينية بعد أن تخلت عنها الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية”، لافتاً إلى “أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية انحرفت ببوصلة العداء نحو إيران الإسلام بدل الكيان الصهيوني العدو الفعلي والتاريخي للأمة”.
وثمن المكتب السياسي لأنصار الله “هذا الدور الكبير الذي تضطلع به الجمهورية الإسلامية في دعم المقاومة والمستضعفين”، مؤكداً من جديد “أن اليمن سيبقى فاعلاً في معركة الإسناد حتى يتوقف العدوان على فلسطين ولبنان”.