كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن “مهدي المشاط” بمناسبة ذكرى “اليوم الوطني للصمود” 25 مارس 2025م
وجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم، خطابا مهما للشعب اليمني بمناسبة اليوم الوطني للصمود 26 مارس 2025م.
وقال” في الذكرى العاشرة للصمود الوطني، نشكر الله أوّلًا بما أنعم به علينا من صمود، وما ألهمناه بصدق الإيمان من ثبات؛ نحن المستضعفون الذين تكالبت عليهم الأمم في ٢٦ مارس ٢٠١٥م، دونما ذنبٍ، سوى أن شعبنا اليمني أراد بلده يمناً على نهج تاريخه التليد، لا يخضع لوصاية سفير، ولا تتخذ قراراته تبعاً لأقبية سفارات، ولا يتحول حكامه إلى مجرد موظفين للخارج دون شعبهم، أراده شعبنا يمناً لا يحني رأسه لغير بارئه، ولا يركع لطاغوت في البيت الأبيض أو غيره أينما وجد في هذه الدنيا”.
وأشار إلى أن يوم الصمود الوطني يأتي لتكتمل عشر سنوات من جهاد الشعب اليمني وصبره وثباته وصموده الأسطوري.. وقال” ومن ينسى كيف تعرض بلدنا الحبيب في مثل هذا اليوم 26 من مارس لعدوان خارجي مسنوداً بتحالف دولي وإشراف أمريكي وصمت أممي، دون أي مبرر أو مشروعية، وها نحن نجدد الاحتفاء بالثبات، والصمود الذي كسرنا به بفضل الله، وسنكسر به إلى ما شاء الله، كلّ من يهدف إلى كسر إرادة هذا الشعب وتركيعه واحتلال أرضه وإعادة الوصاية الخارجية عليه بعد تحرره في ثورة 21 سبتمبر المجيدة 2014م”.
أكد فخامة الرئيس أن العدوان الأمريكي الغاشم على بلدنا في 16 مارس الجاري إنما هو امتداد لعدوانه في ٢٦ مارس٢٠١٥م.. مجددا التأكيد على أن شعب الايمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده ذلك إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة، وكما حقق الشعب اليمني بفضل الله انتصاره سابقا، سيحققه اليوم وغداً وفي المستقبل إن شاء الله.
وأضاف” نتابع اليوم ما يعيشه أبناء شعبنا اليمني في المناطق المحتلة من معاناة تنفطر لها القلوب في ظل إدارة فاسدة من المرتزقة جاء بها المحتل عمدت إلى تدمير الاقتصاد والعملة وانعدام الخدمات ونهب مقدرات الشعب اليمني لصالح فئة من الخونة واللصوص، وهو وضع لا يمكن السكوت عنه أو السماح به، ونؤكد لشعبنا أننا معهم وإلى جانبهم حتى تحرير آخر شبر من اليمن، وإفشال كل مؤامرات الأعداء بإذن الله”.
ووجه الرئيس المشاط رسالة إلى النظام السعودي إذا كان صادقاً في دعواه وحريصاً على السلام والأمن في المنطقة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، أن يمضي قدماً في تنفيذ الاتفاقات التي تقود نحو تحقيق السلام الشامل والدائم وتنفيذ متطلباته المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من الأراضي اليمنية ومعالجة ملفات العدوان فيما يتعلق بالأسرى والتعويضات وجبر الضرر وإعادة الإعمار.
وقال” شرفنا الله في هذه الليالي الرمضانية بالاستمرار بمشاركةِ إخواننا في فلسطين بقيادةِ غزةَ الإسلامَ والعروبة جهادَهُم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يُقدِمُونها بسخاءٍ في سبيلِ الله ودفاعاً عن شرفِ الأمةِ المهدور، ومُقدساتِها وحُقوقِها المُغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أمريكا”.
وجدد التأكيد على موقف اليمن الديني والمبدئي الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وأهلنا في غزة.. مؤكدا ” استمرار عمليات الاسناد مهما كانت التبعات، ولن يثنينا العدوان الأمريكي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأمريكي وتسقط كل ادعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدو الأمريكي، أمام العالم وأمام أبناء شعبنا”.
وأضاف” وفي ظل الأطماع الصهيونية التوسعية التي تستهدف دول أمتنا العربية وإعلان المجرم نتنياهو عن توجهه لتنفيذها على الواقع وتشكيل ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد”، والذي نراه في الاستهداف الممنهج لسوريا ولبنان، والتهديدات والتصريحات التي يعبر فيها مسؤولو العدو الإسرائيلي عن توجههم العدواني باستهداف مصر والأردن والسعودية والعراق، فإنني أدعو قادة الدول العربية لتحمل مسؤولياتهم التاريخية من خلال معالجة المشاكل البينية ورفع مستوى التنسيق العربي والتضامن والدفاع المشترك لمواجهة هذه المؤامرة ما لم فإن الأخطار والتهديدات لن تتوقف عند هذا الحد وستنتقل إلى كل دولة عربية لاستباحة المنطقة وإخضاعها للعدو الإسرائيلي”.
كما أكد الرئيس المشاط، أن القرارات الخرقاء التي أعلنتها إدارة المجرم ترامب لا شرعية لها مطلقاً والتي جاءت كمحاولة يائسة لحماية العدو الصهيوني ودعم جرائمه وعدوانه وحصاره الذي لم يشهد له العالم مثيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الجمهورية اليمنية تعتبر هذه القرارات تجاوزا لكافة المواثيق الدولية وتحدياً واستهتار فاضحاً بها، فقد جاءت تلك القرارات متزامنة مع أخرى اتخذتها الإدارة الأمريكية الحمقاء من عقوبات على محكمة الجنايات الدولية بسبب الخطوات التي اتخذتها إزاء الجرائم الصهيونية البشعة بحق أهلنا في غزة، لتوضح مستوى الغطرسة التي وصلت إليها الإدارة الأمريكية الحمقاء باتخاذ مثل تلك القرارات.
وأوضح أنه “ليس هناك ما يقال إزاء تلك الرعونة إلا أنه يتوجب على المجتمع الدولي إعلان الموقف الصارم والموحد تجاه الطيش والرعونة الأمريكية، والامتناع عن تنفيذها والوقوف بوجهها، وعدم دعم الإرهاب الصهيوني الإجرامي الذي يمثل في مجمله تهديداً للسلم والأمن الدوليين وتجاوزاً للمواثيق الناظمة لهذا العالم”.
ولفت إلى أن تلك القرارات ليست ملزمة لأحد بل يفترض التصدي لها وإدانتها فالعالم اليوم أكثر من أي وقت مضى بات يعلم أن أمريكا لا تهتم بمصالح أحد ولديها الاستعداد لاستهداف مصالح الآخرين دون أي قيود أو اعتبارات.
وقال” أما موقفنا في الجمهورية اليمنية فهو واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولن يتغير حتى وقف العدوان ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس والتي سنعلن عنها عند اللزوم”.
وأكد أن هناك تنسيقات جارية مع جميع الأطراف التي ستتأثر بتداعيات تلك القرارات الرعناء، وقد قمنا من جانبنا بالترتيب مع كثير من الجهات المعتمدة على الصادرات الأمريكية بما لا يسمح للأمريكي بجر أحد معه، لأنه سيكون المتضرر على نحو يحرمه من تحقيق شعاره “أمريكا أولاً”، فهي ستكون الأولى في الإجرام ومساندة الإرهاب الصهيوني.
وخاطب الرئيس المشاط، المجرم ترامب قائلا ” إن قرارك المتمثل في الاعتداء على بلدنا لإثنائنا عن مساندة غزة لن ينجح، ولن يتوقف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها، بل أقول لك: إن فترتك الرئاسية بكلها لن تكفيك لإثنائنا بل أقول أكثر من ذلك أن فترة عمرك المتبقية غير كافية خاصة وقد بلغت من الكبر عتيا، فحربك ليست جديدة علينا فنحن في مواجهتها منذ عقود، ولو أنها بعناوين مختلفة، إلا أننا جاهزون للمواجهة عبر الأجيال”.
وأضاف” كما أؤكد للمجرم ترامب الكافر وأقول: إن الذي أشار عليك باليمن كميدان لفتل عضلاتك واستعراض تكبرك اخطأك الصواب وأدخلك في مأزق إن لم تشعر بذلك مبكراً فاليمن ليس ميدان فرد العضلات وعليك أن تطلب من مستشاريك عمل نبذة عن تأريخ اليمن كي تعرف أن اليمن عبر التاريخ ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المستكبرة والمتكبرة والمتجبرة التي حكمت العالم قبلك، وأن اضمحلالها وبداية انحسارها بدأ يوم فكرت نفس تفكيرك، فاتعظ ووفر على نفسك محاولة الظهور بالشكل المخيف للعالم، فنحن شعب الإيمان والحكمة شب عن الطوق وأصبح محصناً من كل أكاذيبكم وتهويلكم”.
وتوجه الرئيس المشاط “بتحية إعزاز وإجلال للشعب اليمني العظيم بكل مستوياته ولقواتنا المسلحة بكل تشكيلاتها ولأمننا الأبطال ولجميع المؤسسات، كما هي موصولة لسيدي وقائدي عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله سند المستضعفين ونقول له نحن طوع أمرك، وقراراتك ستنفذ ولن تستطيع أي قوة في هذه الدنيا منعنا من ذلك إن شاء الله”.