كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر المستجدات ومعركة الساحل الغربي 1439هـ – 27 مايو 2018
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حديثنا اليوم يتركز حول الأثر التربوي و النفسي والإيماني لشهر الصيام لشهر رمضان المبارك في صيامه و قيامه، في بركته، وأثر القرآن الكريم من خلال ما يتحقق في خلال هذا الشهر المبارك من التفاتةٍ قوية وتركيز كبير على القرآن الكريم، الأثر الذي يتجه فينا نحو تعزيز المسؤولية تجاه واجباتنا في هذه الحياة، تجاه واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه ما نواجهه كشعب يمني مسلم مظلوم ومعتدًى عليه في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي.
وحديثنا اليوم هو شبه فاصل ضمن سلسلة المحاضرات الرمضانية بعد عشر تقدمت من المحاضرات، نتحدث حول هذا الموضوع نظراً لاتجاه قوى العدوان للتصعيد العسكري في بعض المحاور وبعض المحافظات، ونظراً لطبيعة المرحلة وأهمية التطرق إلى هذا الموضوع ما من شك أن الأثر والنتيجة النفسية والمعنوية والعملية وعلى مستوى الرؤية والبصيرة والوعي لشهر الصيام في أثر صيامه وفي نتيجة قيامه وفي بركة هديه يجب أن تنعكس وتتجلى في واقع الإنسان نفسياً وعملياً.
الأثر التربوي و الإيماني، تجلياته في الواقع العملي، نتائجه في الواقع العملي، وأثره المباشر يتجه في اهتمامات الإنسان وتصرفات الإنسان وأعمال الإنسان، ونحن كشعب يمني نتحمل مسؤوليةً كبيرةً تجاه أنفسنا، تجاه شعبنا، تجاه أجيالنا في مواجهة هذا العدوان الظالم الذي له أكثر من ثلاث سنوات وهو اليوم يتجه إلى الاستمرار في التصعيد، وقوى العدوان لم يكن من الغريب في شأنها أن تعيش أو أن تصوم شهر رمضان بهذه الطريقة، جرائم القتل اليومي للأطفال والنساء، الاعتداءات اليومية على شعب يمني، شعب مسلم هو الشعب اليمني، إهلاك الحرث والنسل، التدمير للبيوت، للمدن، للقرى، ارتكاب أبشع الجرائم، عهدناكم خلال السنوات الثلاث الماضية في كل شهر رمضان وفي غير شهر رمضان، من لا يرعى حرمة هذا الشعب حرمة نساءه، حرمة أطفاله، حرمة الحياة البشرية للإنسان المسلم المظلوم الذي تسفك دماؤه بغير حق، كيف يمكن أن يرعى حرمة شهر رمضان المبارك.
شهر رمضان يفترض أن يكون له – وكما قلنا في بدايته – أثرٌ في أن نستفيد منه وأن نتزود منه طاقة هائلة معنوية وإيمانية للتصدي لهذا العدوان، ومحطة عظيمة في هذا الاتجاه، ونحن منذ بداية العدوان اتجه شعبنا العزيز للصمود في مواجهة هذا العدوان بالاستناد والاعتماد على الله سبحانه و تعالى لأنه شعب مسلم، يمن الإيمان، النتيجة الطبيعية لإيمانه هي أن يتوكل على الله وأن يعتمد على الله، وأن يثق بالله سبحانه و تعالى وأن ينطلق بواقع وبدافع هذا الإحساس وهذا الشعور الإيماني، يحس بالقوة يشعر بالاطمئنان، يمتلك الثقة بالله سبحانه وتعالى بربنا العظيم، أنه خير الناصرين وأنه نعم المولى ونعم النصير وأنه نعم السند والملتجأ لمن يعتمد عليه ويتوكل عليه ويثق به وأنه صادق الوعد، وهو وعد عباده المؤمنين المستضعفين بالنصر إذا أخذوا بأسباب النصر واعتمدوا على الله وتوكلوا على الله، وهذا الدافع الإيماني وهذه الطاقة الإيمانية وهذا الشعور الإيماني كان له أبلغ الأثر و كان له أهمية كبيرة في التماسك و الصمود و الثبات خلال كل هذه الفترة، فلم يكن الحساب والاعتماد على مستوى الإمكانات المادية، والرهان على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والثقة به والاعتماد عليه أثبت جدواه وأثبت ثمرته النافعة والمفيدة خلال هذه الفترة، كم تكبدت قوى العدوان من خسائر ومن هزائم خلال الآلاف من الزحوفات انهزمت وخلال الكثير من العمليات فشلت وتكبدت الكثير والكثير من الخسائر البشرية والمادية في مختلف وفي كافة مستويات قوتها وعتادها العسكري، يعني في أفرادها في قادتها في شخصيات مهمة لديها الخ.
وشعبنا عاش حقيقة النصر في كثير.. كثير.. كثير.. من المواقف، كثير، أعداد هائلة جداً من المواقف من الزحوفات من الأحداث التي انتصر فيها شعبنا وانتصر فيها المجاهدون الأبطال من الجيش واللجان الشعبية في كثير من محاور القتال، وصحيح – يعني في بعض من المعارك في بعض من الأحداث – حصلت تراجعات، هذا شيء يحصل عادة في الحروب ويحصل الكر والفر وتحصل أحياناً حالة من التراجع في بعض المناطق نتيجة لعوامل موضوعية، أسباب معينة، أسباب عملية، ولكنها لا تعني أبداً في أي حال من الأحوال نهاية المعركة، البعض توقعوا في المرحلة التي سقطت فيها بعض من المحافظات الجنوبية أنه خلاص العدو مكمل وسيتجه إلى آخر نقطة في البلاد وآخر شبر في هذا البلد ما عاد يلقى قبله أي مواجهة..لا، وحقيقةً – يعني كثير من المحافظات التي سقطت – إما أن الحاضنة الشعبية فيها، في كثير من منتسبيها، كانت قد عانت خلال المراحل الماضية من تعبئة خطيرة جداً مهدت لهذا العدوان، تعبئة انتقصت من انتماءها الوطني، وانتقصت من إحساسها بهويتها، هويتها اليمنية وهويتها الإيمانية، وحصل عمل كبير جداً على التأثير على البعض من الناس في بعض المناطق تعبئة بكل أشكال التعبئة الخاطئة تعبئة عدائية ضد بقية أبناء الوطن تحت العنوان المذهبي نشاط كبير للقوى التكفيرية، ونحن نعرف – وهذا واضح جداً في أي منطقة في أي بلد سواءً في اليمن أو في غير اليمن – أي بلد تتحرك فيه القوى التكفيرية فإنها تسعى لتدمير النسيج الاجتماعي، تفكيك أبناء الشعب وإثارة العداوة والبغضاء في ما بينهم والتعبئة بالأحقاد والضغائن والنظرة الخاطئة جداً لرؤية تكفيرية بتوجه وحقد بناءً على دوافع تكفيرية.
ثانياً: تضرب الولاء الوطني لا يبقى الإنسان يحس بهويته بما يجمعه بأبناء بلده كيمني لم يعد يتفاعل مع بقية أبناء شعبه كيمنيين، يعمل أولئك من القوى التكفيرية، يعمل أولئك التكفيريون على أن يفصلوا إحساسه وشعوره بالانتماء والهوية، بل ينظر إلى بقية أبناء شعبه أنهم كفار وأنه يجب إبادتهم جميعاً أطفالاً و نساءً كباراً وصغاراً، والنظام السعودي والنظام الإماراتي اشتغل بشكل كبير في المرحلة الماضية، النظام السعودي دفع مليارات لدعم القوى التكفيرية في الساحة اليمنية لتشتغل في بعض من المحافظات ونشطت بشكل كبير جداً، ورسخت نظرة مغلوطة في بعض المحافظات عند البعض من الناس أن بقية أبناء الشعب اليمني كفار ومجوس ورافضة ويجب القضاء عليهم بشكل عاجل جداً، وأن أقرب طريق إلى الجنة أن تتجه لقتال هؤلاء، وانخدع البعض وتحولت بعض المناطق إلى حاضنة لداعش، حاضنة للقاعدة، وحاضنة للقوى التكفيرية الأخرى، بناءً على هذا العمل الذي صاحبه إغراءات مادية، مبالغ هائلة، نزلت إلى تلك المناطق، وأهلها فقراء، واستثمار أيضاً للمشاكل السياسية.. حصل استثمار كبير للمشاكل السياسية في البلد في بعض المحافظات الجنوبية، طوال المرحلة الماضية كان هناك تعبئة ليس ضد الخطأ السياسي أو تجاه المشكل السياسي كمشكل سياسي، لا، دخلت تعبئة مناطقية عند البعض وتعبئة تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، تعقيد جمهور معين ضد اليمنيين كيمنيين، ضد بقية الشعب اليمني كشعب يمني، مع أن المظلومية كانت منتشرة في كل أقطار أو في كل أصقاع هذا الوطن في كل المناطق.
كل الشعب اليمني يعاني، الأخطاء السياسية والمشاكل السياسية في الماضي، عانى منها كل الشعب اليمني و إن تفاوتت مستويات المعاناة، مثلاً في محافظة صعدة آنذاك وبعض المناطق في بعض المحافظات الجنوبية في ريف تهامة في مناطق هنا أو هناك، لكن كلنا يدرك وكلنا يعي في هذا البلد أن المشاكل السياسية في الماضي كان لها آثار سلبية عانى منها شعبنا اليمني على كل المستويات، عانى اقتصادياً في كل اليمن، كل الشعب اليمني عانى اقتصادياً، عانى كذلك على مستوى الأزمات والمشاكل ذات الطابع السياسي وذات الطابع الاجتماعي، وتوسعت المشكلة، وكان الاتجاه الصحيح التعاطي بمسؤولية تجاه أي مشكلة داخلية، لأن كل الذين راهنوا على الالتحاق بالخارج وعلى الولاء للخارج وعلى القتال في صف الخارج وعلى الاتجاه بعدائية ضد أبناء شعبهم هم واهمون و خاطئون و حالمون بالسراب، يعني لن يصلوا إلى نتيجة، كل الذين جعلوا خياراتهم الالتحاق بالخارج سواءً من أبناء المحافظات الشمالية أو من أبناء المحافظات الجنوبية أو من أبناء المحافظات الوسطى، من أي محافظة في هذا البلد، من أي اتجاه، سواءً من الاتجاهات السياسية أو الاتجاهات الاجتماعية،
الذين التحقوا بصف العدوان أقول لهم:
واللهِ لن تحصلوا مع قوى العدوان بأكثر من أن تكونوا جنودًا لهم وخدماً لهم، شيء غير هذا.. أكثر من هذا.. لن تحصل عليه لن تحصل عليه، شيء من العقل، شيء من التفهم، شيء من التفكير، وشيء من الاستفادة من التجربة، لنا ثلاث سنوات، ليفكر سواءً القوى السياسية حزب الإصلاح أو غيره، ليفكر البعض في الجنوب، ليفكر البعض من القبائل، ما الذي حصلوا عليه بعد ثلاث سنوات بأكثر من أن يكونوا جنوداً يقاتلون أو يقدمون أي خدمة؟؟!!! إذا أنت إعلامي، تكون بوقًا لهذا العدوان، إذا أنت سياسي لا تكون أكثر من غطاء تقدم غطاء سياسي لهذا العدوان، غير هذا ما هناك أي شيء أبدًا، لن تحصل على أي شيء، في هذا السياق يمكن أن يوفر لك عملية تمويل لتؤدي هذا الدور فحسب، لتقاتل معه وأنت تقاتل له، أنت لا تخدم قضية لك، ما هي القضية التي ستخدمها لك أنت؟؟!! ولا شيء.. ولا شيء أبداً، أنت تمكنه من احتلال بلدك، أنت تمكنه من أن يكون صاحب القرار والأمر والنهي والقول والفعل في بلدك، يصبح صاحب الأمر والنهي سواءً في الحديدة أو في عدن أو في مأرب أو سواءً في المخا، في أي منطقة من المناطق يكون صاحب الأمر هو أنت جندي منفّذ، هذا الدور الرخيص الخياني الذي أنت فيه خائن، خائن لله، خائن لوطنك، الذي أنت فيه مذنب ومرتكب جرما كبيرا جدا، لا يشرفك، لا يفيدك، لا يخدمك أبدا، هذا على مستوى المرتزقة وكل الذين انطلقوا في صف العدوان، هم مهما فعلوا مع الأجنبي، الحرب هذه هي حرب الأجنبي، المعركة هذه هي معركة الأجنبي، والأجنبي هذا السعودي، الإماراتي ومن فوقهم الأمريكي له أجندته له أهدافه، هو يريد احتلال هذا البلد، ونحن شاهدنا وسمعنا مواقف لبعض السياسيين،
لبعض الإعلاميين، من نفس تلك القوى التي التحقت بصف العدوان، وهي تشكو من هذا الاحتلال، تشكو من مصادرة القرار، تعترف بأن الحالة القائمة في تلك المحافظات الجنوبية والشرقية هي حالة احتلال، بدأوا يتحدثون عن الوجود الإماراتي في سقطرى في عدن، في حضرموت، في المحافظات الجنوبية على أنه احتلال، وهذا واضح على أنه احتلال، لا شك في ذلك، احتلال بكل ما تعنيه الكلمة، سيطرة تامة، الضابط الإماراتي أو السعودي في عدن أو في سقطرى أو في أي محافظة من تلك المحافظات، أو في أي مدينة هو صاحب القرار الأعلى، فوق عبد ربه، فوق أي مسؤول أو شخصية أو أي جندي مجند معهم بأي مستوى من المستويات، هو صاحب القرار، هذه بديهية واضحة، واعترفوا بها وتحدثوا عنها وصدرت بشأنها بيانات، وهناك مواقف أيضا، تعليقات إعلامية، أو مقابلات إعلامية أو غير ذلك، يعني بأي شكل من الأشكال عبروا فيها واعترفوا بهذه الحقيقة وهي حقيقة واضحة، هي حقيقة واضحة وإن حاولوا أحيانا التجاهل لها، الذي يحدث هو عدوان أجنبي، أدواته السعودية والإمارات بشكل رئيسي، واشتركت فيها دول أخرى ومرتزقة آخرون من دول متعددة، وأسهمت القوى المحلية التي التحقت بصف العدوان والمرتزقة المحليون، أسهموا في العمليات البرية بشكل رئيسي، وقامت بعض القوى السياسية التي التحقت بصف العدوان بمحاولة تقديم غطاء سياسي، وغطاء إعلامي لهذا العدوان، وكأنه يصب في خدمتها، يعني يتحدثون، أحيانا يتحدثون وكأن السعودي والإماراتي مجرد خدم عندهم وفاعلين خير لهم، ومقدمين خدمة لهم، وأحيانا مصيحين منهم، أنهم حبسوا عبد ربه، حبسوا المسؤول الفلاني، سبروا كذا، فعلوا كذا، ويتحدثوا بواقع الحال، لكن المسألة واضحة، واضحة جدا يعني العدوان هذا اسمه حرب، اسمه الرسمي حرب ما يسمى بالتحالف ومدري ما هو ذاك، الذي على رأسه قوى واضحة معلنة بينة، داخلة بكل ثقلها في هذا العدوان، ظاهرة في هذا العدوان بكل وضوح.
هذا العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي حشد قوى مرتزقة من هنا وهناك يهدف بكل وضوح إلى احتلال بلدنا، سيطر على بعض المحافظات، يسعى إلى احتلال بقية المحافظات، وارتكب منذ يومه الأول ويرتكب بشكل مستمر ويوميا أبشع الجرائم المخزية، والتي تشهد على قوى العدوان بإجرامها وبسوء أهدافها وبأنها دخلت في هذا العدوان كعدوان إجرامي ووحشي، لا يمتلك أي أهداف سليمة ولا صحيحة أبدا.
نحن في مواجهة هذا العدوان وفي شهر رمضان المبارك نستفيد من هذا الشهر المبارك في تعزيز الثبات والصمود، وبما يساعدنا على استعادة المناطق المحتلة إن شاء الله ودحر هذا العدوان وكسر شوكته بإذن الله.
أولا: العطاء لهذا الصيام ولهذا القيام ولتلاوة القرآن ولما نستفيده من وعي وبصيرة من خلال هدى الله سبحانه وتعالى العطاء والأثر على المستوى النفسي والمعنوي، وهذا جانب أساسي جدا في المعركة، الجانب النفسي والمعنوي، وكان له أهمية كبيرة في صمود وثبات شعبنا في كل المرحلة الماضية، الأثر الإيماني هو عظيم جدا ويمنح الإنسان إحساسا عاليا بأنه مع الله سبحانه وتعالى ويعتمد على الله ويثق بالله، وينطلق وهو يستشعر هذا الشعور الذي يجعله قويا في مواجهة التحديات مهما كانت، وتحمل المسؤوليات مهما صعبت.
ثانيا: الأثر التربوي العظيم للنفس، الإيمان يصنع عزة في النفس، يربي نفسك على العزة، والنفس العزيزة هي نفس قوية في مواجهة التحديات، هي تمتلك وتستشعر الإباء، الإباء للذل، الإباء للضيم، الإباء للهوان، الإباء في مواجهة الاستعباد من أي طاغوت، من أي ظالم من أي مستكبر، هذا أثر طبيعي جدا، وأثر لازم للإيمان، (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، والإنسان الذي هو عزيز النفس هو إنسان يحس بالكرامة يشعر بالكرامة، لا يقبل أبدا بالإذلال ولا يقبل بالامتهان أبدا، ولا يقبل بالانكسار، ولا يعرف الضعف والوهن إلى نفسه سبيلا، هذه مسألة مهمة جدا، وأثرها عظيم ونرى هذا الأثر، وجدناه في أولئك الصامدين والثابتين في الجبهات، وجدناه حتى في أسر الشهداء، عندما تستقبل أسرة شهيد، أمه، أرملته، أطفاله، والده، إخوته، يستقبلون جثمان شهيدهم وهم بتلك المعنويات العالية، يحسون بالفخر والكرامة وقيمة هذه التضحية، ونفسياتهم ومعنوياتهم عالية جدا، لم يتحطموا، لم تنهر معنوياتهم، لم تضعف معنوياتهم، تجدهم على معنوية عالية، ونفوس قوية، قوة النفوس هو من العزة، قوة النفوس التي لا تنكسر في مواجهة التحديات، هو من العزة، هذا شيء مهم جدا، وهذا أثر طبيعي للإيمان، الإيمان يصنع عزة في النفوس فتكون نفوسا أبية، لا تقبل أبدا بالهوان ولا بإذلال ولا بالقهر ولا بالاستعباد ولا بالضعة، مشكلة أولئك الذين عاشوا الإفلاس في الإباء والضيم حتى بعد كل الذي قد حدث، لا احتلال بعض من البلاد أثر فيهم، ولا قتل الآلاف من الأطفال والنساء أثر فيهم، ولا الجرائم التي ارتكبت وفيها إهانة بالغة مثل جرائم الاغتصاب للنساء والأطفال والهتك للعرض والتي استمرت حتى خلال شهر رمضان، حصل في عدن، وحصل في بعض المناطق في جهة الحديدة حالات من الاغتصاب حتى للأطفال، واغتصاب للنساء تكررت هذه الحادثة، لم تؤثر فيهم، من أصبح لديه قابلية نفسية أن يحتل وطنه، وأن يستعبد شعبه، وأن ينتهك عرضه، وأن تداس كرامته، ما هي مشكلته! فقد العزة، الإحساس بالعزة، نفسه عنده رخيصة، ليس لنفسه قيمة لديه، والآخرون من حوله كذلك، يعني شعب، بالأولى أن يكون شعبه بنظره رخيصا ليس لديه قيمة، وأن يكون الناس بكلهم رخيصون لديه، لا قيمة لهم لديه، هذا شيء من الطبيعي بالنسبة لمن فقد العزة في نفسه، فالتربية الإيمانية هي تربية على العزة، على قوة النفس، على كرامة النفس، وكرامة الناس من حولك، من تربطك بهم كل الأواصر، شعبك إخوتك في الإيمان، وأخواتك في الإيمان، أمتك التي أنت واحد منها تنتمي إليها وتنتسب إليها، تربطك بها الحياة والمصير والعيش المشترك والواقع، تربط بهم القيم المبادئ الأخلاق، كل الروابط والأواصر، غيور عليهم، ورحيم بهم، وحريص عليهم، هذه تربية الإيمان.
في نفس الوقت النظرة تجاه الطواغيت تجاه المجرمين تجاه الظلمة والمفسدين فيما هم عليه من إجرام وطغيان فيما هم عليه من استباحة للناس فيما هم عليه من ممارسات إجرامية يقتلون الأطفال والنساء ينتهكون الأعراض يغتصبون النساء يغتصبون الأطفال ينهبون يدمرون يعبثون يفسدون يهلكون الحرث والنفس، العزة الإيمانية تجعلك تنظر إليهم بمقت بكراهة، ببغض لتصرفاتهم وحينئذ يأتي الجانب الأخر وهو الشعور بالمسؤولية، الأثر الإيماني هو أثر عظيم على المستوى النفسي إحساس بالإباء والعزة والكرامة والقوة النفسية التي لا تنكسر ولا تقبل بالهوان.
الجانب الآخر من الجانب الإيماني والأثر الأخر له هو الشعور بالمسؤولية نفسك أولاً نفس عزيزة بطبيعتك بفطرتك، لأن الجانب الإيماني هو ينمي الشعور الفطري “الجانب الإيماني ينمي الشعور الفطري” الله فطر النفس البشرية على الإباء على الكرامة على العزة على السمو، هذه فطرة فطر الله النفس البشرية عليها البعض دنسوا أنفسهم وظلموا أنفسهم حتى فقدوا هذا الإحساس، وحتى اندثرت وتلاشت عندهم هذه الفطرة، هذا الإحساس الفطري، قضوا عليه بمؤثرات كثيرة جداً، دنسوا أنفسهم حتى فقدوا هذا الإحساس، لكن الجانب الإيماني هو ينمي المشاعر الفطرية، الدين هو دين الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، الإنسان فطره الله حراً كريماً عزيزاً سامياً لا يقبل بالاستعباد والإهانة والدعس والقهر والإذلال والاستعباد، لا، لا يقبل بأن تداس كرامته ويهان، فطرته تأبى له ذلك، لكن البعض خسروا هذه الفطرة وهذه مشكلتهم، لكن الأغلبية الساحقة في شعبنا العزيز لا تزال عنده هذه الفطرة ولا يزال الجانب الإيماني يرعى تنامي هذا الإحساس وهذا الشعور، فنفسك أولاً نفس عزيزة تأبى الإذلال و الإهانة والقهر، أيضاً الشعور بالمسؤولية، أنك تنتمي إلى هذا الدين تنتمي لهذا الإسلام وتتحدد لك مسؤولياتك في هذا الحياة بناء على هذا الانتماء، بناء على هذا الانتماء، أنا مسلم أنا أقول عن نفسي شعب يمني يمن الإيمان فما هي مسؤولياته الإيمانية ومسؤولياته الإنسانية ومسؤولياته الفطرية ومسؤولياته الوطنية ومسؤولياته بكل الاعتبارات والمقاييس الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
نحن الآن نصوم شهر رمضان لماذا؟ لان الله أمرنا بالصيام، كيف أمرنا؟ قال في كتابه الكريم (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) بهذا التعبير بهذه الصيغة القرآنية التي خاطبنا الله بها بات واضحاً لدى كل المسلمين، أن صيام شهر رمضان فريضة، فرضها الله سبحانه وتعالى، وواجباً إلزاميا، علينا إلزاما، ومسؤولية أمام الله أن نصوم هذا الشهر، لان عبارة كتب هي تعني الإلزام تعني الفرض تعني أن هذا فريضة ملزمة وأن هذا واجباً أوجبه الله سبحانه تعالى علينا كتب عليكم الصيام بناء على ذلك اتجهت الأمة الإسلامية للصيام عبر الأجيال جيلاً بعد جيل يصوموا شهر رمضان كتب عليكم الصيام ، بنفس الصيغة بنفس التعبير يقول الله سبحانه وتعالى (كتب عليكم القتال) كما قال (كتب عليكم الصيام) قال (كتب عليكم القتال) ولكن الكثير من الناس لم ينظر أو لا ينظرون إلى (كتب عليكم الصيام) كما ينظرون إلى قوله تعالى (كتب عليكم القتال) ، لسبب واحد (وهو كره لكم)، هذا المسألة، قد يكون البعض أيضاً يكره الصيام ولكن يتحملوا، يعني ليست بقدر النفور الذي يحمله البعض تجاه مسألة القتال ، (كتب عليكم القتال ) حينما يعتدى على بلدك حينما يأتي الغزاة الأجانب ومن معهم من المرتزقة والخونة والعملاء ليحتلوا وطنك وليستعبدوك، حينما يقتلون الآلاف المؤلفة من أبناء شعبك عدد كبير منهم من الأطفال والنساء، حينما يسعون إلى استعبادك وإذلالك واستباحتك، كيف لا يجب عليك القتال، إن لم يجب في ظروف كهذه! إن لم يكتب أمام عدوان كهذا! متى سيكتب؟ ومتى سيجب؟ ومتى تتحرك في نفس الإنسان كل تلك المشاعر مشاعر العزة والكرامة والإحساس بالمسؤولية؟ (كتب عليكم القتال)، الله هو غني ليس بحاجة إلى أن نقاتل دفاعاً عنه هذا القتال يعنينا، حينما يعتدي علينا أولئك المعتدون حينما تأتي قوى معتدية غازية ظالمة مجرمة ترتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا بحقنا، كيف لا يجب علينا القتال! لأنه الوسيلة التي ندافع بها عن شعبنا،
وعن أنفسنا عن بلدنا عن كرامتنا عن عزتنا عن مبادئنا عن قيمنا عن حريتنا، اليوم شعبنا العزيز مستهدف في حريته، لان نتيجة أن يتمكن أولئك في احتلال البلد أن نفقد حريتنا، أن يصبح الآمرون والناهون علينا هم السعوديون والإماراتيون النظام السعودي والنظام الإماراتي، مثلما هو الحال في المحافظات المحتلة، الآمر والناهي صاحب القرار الأول فيها والمعني الأول، المسؤول فوق المسؤول، والرئيس على الرئيس، والآمر على الضابط وعلى المدير وعلى القائد، وعلى مدري أيش، هو من؟ هو الإماراتي والسعودي، طيب الإماراتي والسعودي في أي فلك هو؟ هل هو أمير نفسه؟ هل هو صاحب القرار بنفسه؟ لا ، هو أداة طيعة واضحة للأمريكي والإسرائيلي ، حتى في طبيعة وأسلوب إدارة الحرب هذه، إدارة العدوان هذا على بلدنا كيف يدار هذا العدوان على بلدنا في الحركة الميدانية من يدير المعركة بالتأكيد يعني في الميدان ننظر مثلاُ إلى أي ميدان، معركة مثلاً الحديدة، هناك في الطرف الآخر في جهة المخا من المتواجد في المخا ضباط إماراتيون، هؤلاء الضباط الإماراتيين بمن يرتبطون ، بالضباط الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين، غرف العمليات سواء في الرياض أو في الإمارات أو في عصب من يتواجد في تلك الغرف؟، ضباط أمريكيون وإسرائيليون وبريطانيون يديرون هذا العدوان، من يتلقى الأوامر في الساحة في الميدان ، كقوة عسكرية تتحرك ألوية أو بأي شكل من الأشكال، مجاميع من المرتزقة سواء في جبهات الحدود، يتلقون من الضباط السعوديين والضباط الإماراتيين، وأولئك يتلقون من الضباط الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين من غرف العمليات التي تديرهم، فإذن المسألة واضحة، قوى العدوان تلك التي ترتكب أبشع الجرائم وتسعى إلى احتلال بلدنا أجندتها هي احتلال هذا البلد واستعباد هذا الشعب، يعني حريتنا على المحك، لو فقدنا حريتنا فقدنا كل شيء لا دين ولا دنياً، وهل يمكن أن يرضى شعبنا أن يكون دوره كشعب يمني أن يتحول إلى مجرد أدوات ومرتزقة مرتزقة لا احترام لهم لا قدر لهم لا كرامة لهم تحت أوامر الضباط الإماراتيين والسعوديين الذين ليسوا إلا عبيدا للأمريكيين ليسوا إلا أدوات يدارون من قبل الضباط الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين البعض رضوا لأنفسهم بهذا الدور لكن في هذا الشعب في هذا البلد من كل أبنائه من الجيش ضباط ورجال شرفاء أشرف أسمى وأكرم من أن يقبلوا لأنفسم أن يتحولوا إلى مجرد عبيد ومرتزقة ومجندين أذلاء مهانين تحت أحذية ضباط سعوديين وإماراتيين ليسوا إلا خدما وعبيدا تحت أحذية الضباط الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين، في هذا البلد من كل فئاته من مجاهديه من أبناء الشعب من القبائل من المشائخ من الوجاهات وأيضا قبل كل ذلك علماؤه علماؤه الأحرار والشرفاء والصالحون فيه من كل فئاته من الأكاديميين من النخب من كل أبناء هذا الشعب هناك من حرائر هذا البلد من نسائه العزيزات اللواتي هن حرائر بكل ما تعنيه الكلمة من أحذيتهن أشرف وأسمى وأعز من كثير من أولئك المرتزقة حذاء الكثير من حرائر هذا الوطن حرائر هذا الشعب في كل المحافظات من أحذيتهن أشرف من كثير من المرتزقة الذين جعلوا أنفسهم أحذية في أقدام الإماراتي والسعودي
نحن أمام عدوان كهذا علينا مسؤولية أن نقاتل نقاتل أولئك لأنهم أرادوا مصادرة حريتنا لا يجوز لنا شرعا ولا ينبغي لنا وطنياً ولا بأي اعتبار من الاعتبارات أن نقبل بمصادرة حريتنا وأن نُستعبد وأن نستذل ونهان ونقهر لا ينبغي أبدا [كتب عليكم القتال] لأنكم إن لم تقاتلوا استعبدتم أُذللتم أُهنتم قهرتم فقدتم حريتكم فقدتم كرامتكم واستعبدكم الطواغيت والمجرمون والظلمة والمفسدون المراهنون على أولئك المرتزقة وغيرهم من العبيد الأذلاء [كتب عليكم القتال] لهذا لأن في القتال ما يصون حريتكم ما يحفظ كرامتكم ما يدفع عنكم الخزي والذل والهوان والاستعباد والقهر كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم] الكثير من الناس يكره القتال بسبب صعوباته والتحديات والأخطار فيه [وعسى أن تكرهوا شيءً وهو خيرا لكم] لأنه الذي سيحفظ لكم حياة وعزة وكرامة حتى الحياة خسارة الناس الذين يفقدون حريتهم بالقتل العبثي والاستباحة بأكثر من تضحياتهم بالصمود [وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ] لو أحب الناس الدعة والسكون والخنوع والاستسلام والجمود والقعود في هذا شر لهم في أنه يمكن عدوهم منهم إذا تمكن عدوهم منهم وسيطر عليهم سيطرة تامة يصبح فيما بعد من الصعب عليهم التحرر من وضعية كتلك الوضعية التي مكنوا فيها عدوهم من أنفسهم فسلط عليهم [والله يعلم وأنتم لا تعلمون] [وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ] كم في الآيات كم في القرآن الكريم من آيات واضحات بينات تلزمنا شرعا أن ندافع عن أنفسنا أن نواجه هذا العدوان الذي هو عدوان بغير حق عدوان عدوان على رأسه أمريكا ومن خلفها إسرائيل مهما قال المرتزقة أي كلام هو كلام فارغ كلام فارغ تبرير لا يختلف عن تبرير أي مجرم وأي مجرمة يبرر جريمة حتى صاحبة الدعارة قد ترفع لها عنوانا لتبرير دعارتها لكنه ليس عنوانا صحيحا أبدا.
من يأتي ليخادع الناس تحت عناوين ليست سوى عناوين فارغة لا أساس لها هذا عدوان أجنبي يهدف إلى احتلال بلدنا ليس هناك أي تبرير صحيح أبدا لا شرعية لهذا العدوان نهائيا، فعلى مستوى الشعور بالمسؤولية نحن بانتمائنا الإيماني وانتمائنا الإسلامي واجبنا الشرعي هو التصدي لهذا العدوان واجب شرعي كتب عليكم القتال كما قال الله [كتب عليكم الصيام] أيضا على مستوى الوعي بالواقع الفهم لهذا العدوان الفهم الصحيح هذا العدوان من الذي يرعاه من الذي يديره الأمريكي هذا شيء واضح جدا وارتباط السعودي والإماراتي بالأمريكي ارتباط واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار وتحركهم في هذا العدوان على منطقتنا أو في بقية ملفات المنطقة مؤامرتهم على الشعب الفلسطيني مؤامراتهم في المنطقة بكلها ارتباطهم بالأمريكي واضح جدا يعني هذه مسألة لا جدال فيها لا نقاش فيها من أوضح الواضحات تريد فيها التصريحات فكم هناك من تصريحات للأمريكيين عن دورهم في هذا العدوان تريد فيها طبيعة الدور الفعلي السلاح الذي يقتل به الشعب اليمني أليس هو السلاح الأمريكي في المقدمة والسلاح الإسرائيلي السلاح البريطاني غيره، تريد أن تعرف مواقف المسؤولين الإسرائيليين ماذا قال نتنياهو عن هذا العدوان وأنه يشكل مصلحة مشتركة بينه وبين السعودية مسؤولين آخرين وسائل إعلام إسرائيلية مسألة واضحة، فالوعي بهذا العدوان هذا العدوان المدعوم أو الذي هو بإشراف أمريكي ويمثل أيضا ويحقق رغبة إسرائيلية ويخدم مصالح إسرائيل بحسب ما قاله المسؤولون الإسرائيليون طبيعة ارتباط النظام السعودي والإماراتي بالأمريكيين والإسرائيليين التي تجلت منذ أتى هذا العدوان واتضحت وظهرت إلى العلن أكثر من أي وقت مضى هذا.
من بركة مظلومية شعبنا اليمني منذ أتى هذا العدوان افتضح السعودي والإماراتي افتضح النظامان السعودي والإماراتي أكثر من أي وقت مضى في طبيعة ارتباطهم بالأمريكيين والإسرائيليين ارتباط الأجندة والمشاريع والمؤامرات ارتباط شغل ضد هذه الأمة وضد هذا الشعب الذي هو شعب أساسي من هذه الأمة بكلها هو شعب أساسي في المنطقة وهم يركزون عليه تركيزا كبيرا من الطبيعي، ركزوا على شعوب أخرى ركزوا على لبنان ركزوا على سوريا ركزوا على العراق ويركزون على أبناء المنطقة بشكل عام، ولكن بدؤا بمناطق معينة وشعوب وبلدان معينة يدركون أهميتها وأن فيها قوى حرة لا تقبل بهيمنتهم وتتصدى لمؤامراتهم وأجندتهم، الوعي بالواقع مسألة سهلة ليست معقدة هذا العدوان ليست تلك الأطراف التي تديره والتي تقف عليه والتي تشرف عليه والتي تتحرك فيه والتي ترى فيه مصلحة لها ليست خفية الدور الإسرائيلي واضح جدا الدور الأمريكي واضح جدا طبيعة المشاركة الأمريكية المباشرة سواء بالقصف الجوي أو ما قالت عنه قوات خاصة أو أصحاب القبعات الخضراء الذين يسمونهم كفرق من الأمريكيين ومن الضباط والجنود الأمريكيين من الذين يكون لهم أدوار معينة في الحروب فالأمريكي جزء أساسي من المعركة اليوم وهو مساهم بشكل مباشر في المعركة مساهماته كبيرة في هذا العدوان من حيث الإشراف والإدارة والتخطيط من حيث ما يسميه هو بالدور المعلوماتي من حيث ما يسميه هو بالدور اللوجستي من حيث أيضا المشاركة المباشرة في عمليات القصف بطائرات أمريكية وطيارين أمريكيين هذا واضح وهذا مؤكد وهذا شيء بين
فإذًا وعينا بطبيعة هذا العدوان يساعد على أن تكون هناك بصيرة عالية تدفع الناس للتحرك الجاد في التصدي لهذا العدوان فهو عدوان أمريكي بكل ما تعنيه الكلمة وهو عدوان كذلك سعودي إماراتي ومعهم مرتزقتهم الذين هم أدوات وأي فصيل يتحرك أي مقاتل يتحرك في الميدان هو جندي جندي أعلى مشرف له أعلى مدير له في هذا العدوان هو الأمريكي ومن تحته ضباط من هناك هناك تسلسل إداري صحيح في العملية الحربية هذه والعملية العدوانية على بلدنا الأمريكي هنا وهناك يأمر تحته السعودي تحته الإماراتي تحته بقية المرتزقة من اليمن والسودان ودول أخرى لكن هذا التسلسل الإداري وهذا التسلسل في طبيعة المعركة واضحة ومكشوفة صحيح إلى جانب الأمريكيين في غرف العمليات ضباط إسرائيليون وضباط بريطانيون هذه مسألة واضحة لكن الدور الأمريكي هو رئيسي في العدوان فنحن معنيون بانتمائنا الديني والوطني نقول لكل الوطنيين اليوم وطننا مستهدف والمسؤولية علينا جميعا بكل الاعتبارات بكل الدوافع الدينية والوطنية والإنسانية والقومية وكل العناوين مسؤولية هي أن نتحرك ونتصدى لهذا العدوان، العدوان هذا عنده تصعيد في كثيرا من المحاور من أبرزها الساحل، ومعركة الساحل اتخذت بقرار أمريكي الأمريكيون اقروا هذه المعركة وخططوا لها ويشرفون عليها، المرتزقة الذين يقاتلون في الميدان جنود، جنود مع السعودي والإماراتي الذي هو جندي الذي هو الإماراتي مع الأمريكي بلا شك بكل وضوح، وهذه مسألة واضحة والشهيد الرئيس الصماد رحمة الله تغشاه حينما نزل إلى الحديدة بعد أن عرف من خلال معلومات ومن خلال شواهد ومن خلال قرائن ومن خلال أدلة ومن خلال مواقف واضحة بطبيعة هذا التوجه الأمريكي لغزو الساحل والأمريكيون كما قلنا في كلمة سابقة هم قوة بحرية تركز على السواحل وعلى المضائق البحرية وعلى المنافذ البحرية وعلى المناطق المهمة بحريا كاستراتيجية رئيسية اعتمدوا عليها في سيطرتهم على العالم سيطرتهم على مختلف البلدان هذه استراتيجية أمريكية من الأساس وبالتالي كان من الطبيعي أن يكون بلدنا في المنطقة آنذاك يوم بدأت الحملة الأمريكية ما بعد الـ 2001 أن يكون بلدنا رقم 3 كانوا بعد أفغانستان والعراق اليمن بسبب مضيق باب المندب بسبب البحر الأحمر البحر العربي بحسب الموقع الجغرافي لبلدنا أهميته البحرية وأهميته على مستوى المنطقة هناك تركيز أمريكي واضح وما حصل مؤخرا في سقطرى أيضا يكشف الحقائق ما المسألة مسألة معركة حيث لا توجد معركة ولا يوجد قوة تتحرك هناك من الجيش واللجان وكان المرتزقة بإمكانهم أن يكونوا لوحدهم الحاكمين في سقطرى هل تركت لهم الإمارات ذلك وترك لهم النظام السعودي ذلك لا، لأن الأمريكي يريد أن تكون أدواته تلك التي تباشر ثم يأتي خلفها هو كما فعل فيما يتعلق بالعند.
المعركة في الساحل كما قنا سابقا ونقول اليوم هي معركة أمريكية بامتياز جنودها مرتزقة لأن الأمريكي لا يريد أن يكون جنوده أن يقتلون يريد أن يكون المرتزقة هم الفداء الرخيص لجنوده والمعركة شعبنا اليمني اليوم معني بها، تهامة هي أمانة الشهيد الرئيس الصماد في أعناق كل اليمنيين وشعبنا اليمني اليوم سيقف بكل صمود وثبات لدعم هذه المعركة والتصدي للعدوان في الساحل وأنا اليوم أنبه على عدة نقاط:
أولا: ينبغي للأخوة السكان في محافظة الحديدة في كل المديريات هناك أن يطمئنوا إلى أن الشعب اليمني سيكون إلى جانبهم وعلى الجيش من جانب والقبائل من الجانب الآخر أن تستمر في التدفق والنزول إلى محافظة الحديدة لتعزيز الوضع العسكري هناك وللتصدي لكل حالات الاختراق التي يعتمد عليها المعتدي كتكتيك في المعركة في الساحل.
تهامة واسعة محافظة الحديدة محافظة واسعة ومن أكبر محافظات البلاد وهو يستطيع أن يفتح له معركة هناك لكنه يستحيل عليه أن يتمكن من حسم هذه المعركة، يغرف انه يستحيل عليه أن يحسم هذه المعركة، هناك في هذا البلد وهناك في أبناء محافظة الحديدة في مختلف المديريات والمناطق الكثير من الشرفاء والأحرار، إذا نجح بفعل الغطاء الجوي وبفعل قوته العسكرية من خلال المدرعات أن يحدث اختراق إلى منطقة هنا أو إلى منطقة هناك يمكن أن يطوق هذا الاختراق وأن يواجه هذا الاختراق، المهم في هذه المعركة التماسك الشعبي في المديريات وأن يعزز الواقع الشعبي من الجيش ومن اللجان الشعبية والقبائل الحرة والبطلة التي ستتحرك للقيام بمسئولياتها هذه جنبا إلى جنب مع الجيش واللجان ومع أبناء محافظة الحديدة في مختلف المديريات، الناس يكونون حذرين من الإرباك العدو يحاول يعمل إرباك إذا نجح في أن يحدث اختراق معين ليقدم قوة معينة من المدرعات إلى منطقة معينة يحاول أن يصحب هذا الاختراق أن يصحبه بحملة إعلامية وأن يصحبه أيضا بنشاط في التواصلات والإرجاف والتهويل لا ضرورة أبدا للإرجاف ولا التهويل أبدا والاختراقات هذه قابلة للاحتواء وقابلة للسيطرة عليها لأنه عادة يعبر مثلا بقوة من المدرعات مثلما حصل في سعيه لتجاوز مديرية التحيتا، التحيتا بلاد واسعة ومديرية واسعة حاول أن يعبر من على الخط من على الطريق العام الساحلي بمحاذاة الساحل يعبر يعبر يعبر بقوة من المدرعات حتى وصل إلى الجاح هذا العبور يمكن أن يُشكل خطورة عليه ويمكن أن يعمل على قطع تعزيزاته ولكنهُ لا يستطيع أن ينتشر ليغطي كل المناطق يصعب عليه هذا بلاد واسعة واستطاع أن يعبر مثلاً على الزفلت يعبر بقوة من المدرعات ويستمر عليها إلى أن يصل إلى نقطه معينة.
اليوم الجيش اللجان الشرفاء في محافظة الحديدة القبائل التي تنزل للإسناد إليهم معنيون بتعزيز الانتشار العسكري في المناطق لسد الفراغات ومعنيون أيضاً بالسعي بقوات مواجهة ومكافحة الدروع والهندسة إلى تدمير الآليات التي تنجح في اختراق بعض المناطق والوصول إلى مناطق معينة مع التماسك الشعبي لا ضرورة للإرباك نهائياً هذا مجرد تكتيك يمكن أن يسقط بهذه الخطوات بالانتشار في المناطق من أبناء المناطق نفسها ومن الجيش واللجان والقوى الأمنية والقوى العسكرية والقبائل فهذا الانتشار سيسد عليه المجال ثم إن شاء الله من خلال القوات التي تتحرك ومن خلال وسائل استهداف المدرعات لدى المواطنين لدى الجيش لدى اللجان الشعبية سواءً ما كان منها بالهندسة ما كان منها بالآر بي جي ما كان منها بالصواريخ الموجهة كل الوسائل التي يمكن الاستفادة منها لاستهداف المدرعات بل أحيانا مع الاقتراب من المدرعات يمكن حتى بعض الأسلحة بعض الأسلحة العادية مثل الرشاشات مثل معدلات الشيكي مثل الدكشا كلها تفيد في استهداف المدرعات أهم نقطة في هذا المعركة هي التماسك والاطمئنان والثبات والحذر من الإرباك أهم نقطة هي هذه وهذا التكتيك سيسقط بالتماسك والثبات والصمود والتعاون من الجميع سيفشل هذا التكتيك تكتيك صبياني يعني يمكن أن ينجح إذا هناك إرباك فقط إما مع التماسك مع الصمود فالمناطق هذه التي حاول أن يعبر منها بقيت إلى اليوم متماسكة مناطق التحيتا مناطق أخرى بقيت متماسكة ويمكن للمناطق كلها أن تبقى متماسكة وأن يعزز الانتشار لسد الثغرات عليه وأن تُلاحق تلك المدرعات التي اخترقت إلى بعض المناطق لتدميرها ونسفها.
اليوم الجميع معنيون أيضاً في العمل على المستوى المعنوي لأنهُ كما قلنا يحاول أن يعطي حتى الخطوة العسكرية أكثر من حجمها إعلامياً أيضاً بالاتصالات والتثبيط والإرجاف والتهويل فمطلوب أن يكون هناك من كل الشرفاء والأحرار نشاط تعبوي لطمأنة الناس والحفاظ على التماسك النفسي والمعنوي وبالتالي التحرك الميداني هذا مطلوب من كل الخطباء من كل العلماء من كل الوجهات من كل الشخصيات أيضاً على مستوى الإعلامي الذي حدث ليس سوى مجرد خرق لقوة من المدرعات تصل إلى مناطق معينة ولكنها لا تقدر ولا تتمكن من السيطرة العامة أبداً ويمكن العمل على تدميرها وضربها، اليوم الجميع معنيون بدعم معركة الساحل ودعم معركة الحدود ودعم المعركة في كل المحاور هذا خيارنا هذا قدرنا ونحن من موقع مظلوميتنا وقضيتنا العادلة، بواقع وبدافع انتمائنا شرفنا، حريتنا كرامتنا، إيماننا، عزتنا، وأيضا بحقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا وعن بلدنا ومواجهة هذا الاحتلال وهذا الغزو معنيون بالصمود والثبات وأولى بالاستبسال والتضحية والصمود، أولى من أولئك الغزاة والمعتدين ومرتزقتهم، وأنا أقول لكم الشعب اليمني في تاريخه تمكن أن يطهر كل أرضه من الاحتلال، ما بالك من اختراق هنا أو هناك، أو احتلال أجزاء هناك استغل العدو فيها ضعف الحاضنة الشعبية، مشاكل سياسية، تعبئة ضالة من القوى التكفيرية، استغل العدو فيها أيضا ظروف معينة ساعدته على السيطرة عليها إما لأنها مناطق شبه صحراوية واستفاد من غطائه الجوي، عوامل معينة ساعدته في الموقف العسكري، لكن الوضع جيد معنا.
نحن اليوم نخوض هذه المعركة بأفضل وأقوى مما خاضه شعبنا في كل تاريخه في معارك التحرر والمواجهة للغزو الأجنبي، ولا في تاريخه كله واجه شعبنا غزوا أجنبيا بأقوى وبظروف أفضل تماسكا مما عليه الحال اليوم، اليوم الكتلة الأكبر من أبناء هذا الشعب من حيث التعداد السكاني، والمناطق الجغرافية ذات الوضع المريح جدا والمتماسك والملائم للمواجهة العسكرية لا زالت بأيدينا كشعب يمني، الكتلة الأكبر من السكان هم أبناء هذه المناطق التي لا زالت حرة ولم يستطع أن يسيطر عليها العدو، المناطق التي نحن فيها والمحافظات الباقية في هذا البلد هي التي تشكل العمق الاستراتيجي والجغرافي والظهر لبقية هذا الوطن، العدو احتل الأطراف، المناطق التي فيها عوامل معينة كما قلت، اشتغل فيها في الماضي شغل لاستثمار المشاكل السياسية ومن خلال القوى التفكيرية فأضعف فيها الموقف الشعبي، واشتغل واستغل ظروفها المساعدة له عسكريا، مناطق بعضها صحراوية، أو شبه صحراوية، استفاد من المدرعات بكثافة، استفاد من الغطاء الجوي، أكبر كتلة جبلية في البلاد، المحافظات ذات الظروف الجغرافية المريحة التي تشكل وشكلت في التاريخ عمقا استراتيجيا للبلاد، وظهرا قويا للشعب للتصدي للغزو الأجنبي هي اليوم بأيدي الجيش واللجان الشعبية والقبائل والشعب اليمني، مناطق حرة وظهرا قويا وصلبا ودافئا يستند عليه هذا الشعب وينطلق منه لاستعادة ما قد تقدم فيه العدو واستعادة أي منطقة يحصل فيها اختراق.
في التاريخ العدو في الماضي، السعودي والبريطاني، في الماضي، والمعركة كانت للبريطاني واستخدم فيها السعودي، مثلما الأمريكي اليوم يستخدم السعودي والإماراتي، في التاريخ البريطاني استخدم السعودي لاحتلال محافظة الحديدة، وتمكن آنذاك من احتلال معظمها، آنذاك بتحرك أبناء محافظة الحديدة الشرفاء وتحرك القبائل من المحافظات الجبلية لمساندتهم دحر العدو وطرد، واستعاد شعبنا اليمني محافظة الحديدة، واستعاد شعبنا اليمني المحافظات الجنوبية ودحر منها الغازي البريطاني بعد أن احتلها زمنا طويلا، دحر وطرد منها رغما عنه عسكريا، فإذا كان شعبنا اليمني الذي هو اليوم في مواجهة هذا العدوان أقوى ويخوض معركته بفاعلية أشد وبقوة أشد ومن ظروف أفضل من كل ما قد خاضها في التاريخ في مواجهة الغزو الأجنبي فلا قلق، لا قلق أبدا، المهم هو الاستمرار في تحمل المسؤولية، الاستمرار في التحشيد والتجنيد، الاستمرار في تفعيل وتنشيط المنتسبين للجيش، التحرك من أبناء القبائل، وهذه معركة قدرنا فيها أن ننتصر إذا تحملنا مسؤوليتنا، أن نحذر من التقصير والتفريط والتهاون، وأن نحذر من الإرباك والقلق، لا داعي أبدا للإرباك والقلق، والله أنا أرى أن شعبنا اليوم في وضعية أفضل تساعده على الصمود والثبات ويخوض هذه المعركة بأداء أفضل وأقوى من كل ما قد حصل في تاريخه، واقرؤوا تاريخه، هو اليوم أقوى صمودا وعزما وثباتا، النشاط التعبوي يجب أن يكون قويا في هذا الشهر المبارك، وأن يترافق مع التحرك إلى الميدان، والتصدي للعدوان، وبالاعتماد على الله، وبالتوكل على الله وبالدعاء والعمل والتحرك الجاد وتحمل المسؤولية ينتصر شعبنا وتخيب قوى الغزو والعدوان والاحتلال وتفشل وتندحر إن شاء الله عن بلدنا عن كل شبر منه، عن بره وبحره وجزره.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن ينصرنا بنصره، وأن يرحم شهداءنا الأبرار ويشفي جرحانا ويفرج عن أسرانا، إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛