كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات 6 شوال 1439هـ 20-06-2018
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حديثنا اليوم عن معارك الساحل الغربي نظرا للأهمية الكبيرة لهذه الأحداث وأيضا قد باتت هذه الأحداث اليوم في صدارة الأحداث العالمية من حيث الأهمية، من حيث التناول الإعلامي والتغطية الإعلامية، ويقال عنها الكثير، وهناك فيها حملة كبيرة وغير مسبوقة إعلامية وسياسية توازي التحشيد العسكري غير المسبوق من جانب قوى العدوان بهدف التضليل للرأي العام وبهدف الحرب النفسية لكسر الإرادة والروح المعنوية لدى شعبنا اليمني المسلم العزيز.
وحديثنا اليوم يهدف إلى إيضاح بعض من الحقائق، وإلى التأكيد على بعض من المواقف، مما لا شك فيه أبدا أن الهدف الرئيسي لقوى العدوان وعلى رأسها أمريكا وبأدواتها النظام السعودي والنظام الإماراتي وغيرهما، أن الهدف الرئيسي لأولئك من هذا العدوان على شعبنا اليمني المسلم العزيز هو السيطرة الكاملة على اليمن إنسانا وأرضا، هذا هو الهدف الرئيسي وفي المقدمة الجزر والسواحل والمدن الساحلية والموانئ وأيضا مضيق باب المندب لما يمثله من أهمية استراتيجية على مستوى العالم، كل ما يتفرع عن ذلك من أحداث، من مشاكل على الأرض هي تأتي بهدف التحقيق لهذا الهدف الرئيسي لقوى العدوان، ومهما أطلقوا من مبررات وعناوين هي لا تعدو أنها سوى ذرائع باطلة، لا أساس لها، والحقيقة هو هذا، السيطرة على اليمن بشكل عام، السيطرة على موانئه على ساحله، على جزره، على مضيق باب المندب، على المناطق الساحلية، على المناطق الاستراتيجية والمهمة، وضع اليد على ثرواته ومنابعه ومنابع خيراته من النفط والغاز وغير ذلك، السيطرة على الإنسان اليمني كعنصر فاعل يوظف ويستغل سواء على المستوى العسكري لتنفيذ أي معارك أو مشاكل هنا أو هناك، أو لاستغلاله كموظف وبوق إعلامي أو سياسي أو غير ذلك.
ومنذ بداية العدوان، ومنذ بداية عملياته البرية، كان الهدف الأول لها هو الساحل، والمدن الساحلية والموانئ، بدءا بمدينة عدن التي كانت أول هدف اتجهت إليها قوى العدوان لغزوها واحتلالها واستغلال الذين وظفوا دور السلاطين، الذين كانوا أنصارا للاحتلال البريطاني، ورثتهم اليوم من بعض السياسيين وبعض الضباط العسكريين وبعض المعقدين من الشخصيات الاجتماعية في المحافظات الجنوبية وبعض المأزومين والمنفصمين عن الهوية الوطنية الذين كانوا بما تعنيه الكلمة أدوات رخيصة استغلت في ذلك الغزو وجندت لتنفيذ تلك الأجندة، وتمكنت قوى العدوان من خلال استثمارها لمشاكل الماضي وأزماته السياسية واستغلالها لتلك الأدوات التي أرخصت نفسها وأرخصت أرضها وأرخصت شعبها تمكنت من احتلال الساحل في كل المحافظات الجنوبية واحتلال المحافظات الجنوبية والسيطرة على الموانئ والسيطرة على المطارات والسيطرة على القواعد العسكرية والسيطرة على المنشآت النفطية وفعلت كل ما يمكن أن يفعله أي محتل أجنبي في أي بلد، وهي تمارس الإذلال والامتهان والقهر والاستغلال والتحكم في المحافظات الجنوبية في الأرض والإنسان والثروة والقواعد والأماكن الاستراتيجية والمنشآت الحيوية والمواقع السيادية، وهذا هو الذي يحصل ويجري في الجنوب.
بعد استكمالها للسيطرة على المحافظات الجنوبية والموانئ والساحل هناك اتجهت بشكل مباشر إلى مضيق باب المندب، وعملت على السيطرة على باب المندب وعلى جزيرة ميون الاستراتيجية التي هي في داخل مضيق باب المندب، ومنذ ذلك الحين بدأت المعارك تتجه صوب الساحل الغربي الذي يمتد من مضيق باب المندب إلى مدينة ميدي، على مدى أكثر من 460 كلم تقريبا، فبدأت تركز لأنها تسعى كهدف رئيسي منذ البداية بعملياتها العدوانية على بلدنا العزيز، على اليمن، تسعى كهدف رئيسي للسيطرة على الساحل بكله، على الجزر بكلها، اتجهت للبحر الأحمر للسيطرة على الجزر فيه واتجهت لتبدأ معاركها للسيطرة على الساحل، في سيبل تحقيق هذا الهدف تحركت بكل الوسائل وسخرت كل الإمكانيات، من جهة ميدي وجهة أيضا باب المندب، بدءا بجهة باب المندب حيث اتجهت وتحركت بحرا وبرا وجوا، واشتغلت في هذه العمليات العسكرية دول متعددة منها أمريكا بقطعها البحرية العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، منها بريطانيا ومؤخرا التحقت فرنسا، إضافة إلى الأدوات الإقليمية على رأسها الإماراتي والسعودي، من جهة ميدي كذلك اتجهت بكل إمكاناتها وقدراتها العسكرية برا وبحرا وجوا وحُشدت للمعركة في جهة ميدي قوى متعددة وجيوش متعددة منها مرتزقة بأعداد كبيرة من بلدنا اليمن، من الخونة والمنافقين إلى جانب الجيش السعودي إلى جانب الجيش السوداني والقادمين المجندين من السودان ودول وجنسيات مختلفة ومتعددة، واشتغلت في ميدي جوا وبرا وبحرا، واستمرت وتيرة هذه المعارك العسكرية على أشدها، بذلت فيها قوى العدوان كل ما تستطيع، سخرت فيها كل تلك الإمكانيات إلى أقصى حد، الطيران الحربي الذي يشتغل في الليل والنهار ويتناوب، ولا يكاد يغادر الأجواء، والآلاف المؤلفة من القنابل الذكية والصواريخ ومختلف الأسلحة، البارجات البحرية التي تشتغل بشكل مستمر وتساهم في أبرز المعارك بقصف مكثف من البحر، كذلك طائرات الأباتشي التي تأتي من خلال البحر ومن خلال البر، والطائرات الأخرى التي تستخدم في هذه المعركة.
فمعركة الساحل ليست منذ ستة أيام ولا منذ عشرة أيام ولا، أبدا، بدايتها من جهة ميدي منذ سنتين وستة أشهر وهي مستمرة منذ بدايتها وإلى اليوم، وبداية المعركة من جهة باب المندب بفترة سنتين وثمانية أشهر وهي لم تتوقف واستمرت منذ باب المندب بدأت واتجهت نحو ذو باب، اتجهت نحو المخا، اتجهت نحو يختل، اتجهت نحو الخوخة، وهكذا بشكل مستمر ومعارك لا تكاد تتوقف إلا لتبدأ من جديد، وبشكل كبير جدا يعني خسرت فيها قوى العدوان خسائر كبيرة جدا على مستوى العتاد والعدة وعلى مستوى الخسائر البشرية، خسرت الآلاف من المقاتلين وعلى رأسهم قادة عسكريين بارزين، مثلما هو حال السهيان، مثلما هو حال سلطان عويدان، مثلما هو حال شخصيات أخرى وقادة وضباط كبار من قادة قوى العدوان سواء من السعوديين أو من الإماراتيين أو من الأمريكيين، بل وحتى ضباط من الإسرائيليين كانوا ضمن بلاك ووتر، وهكذا على مستوى المرتزقة، المنافقين الخونة الذين قتل منهم أعداد كبيرة جدا، من قياداتهم ومن أفرادهم وخسائر كبيرة على مستوى الجرحى، خسائر كبيرة على مستوى المعدات العسكرية، في البر مئات الآليات العسكرية التي دمرت، في البحر أعداد من البوارج الحربية التي استهدفت ودمرت، كذلك إسقاط عدد لا بأس به من الطائرات الحربية.
قوى العدوان تبذل في معركة الساحل كل جهدها وتلقي بكل ثقلها وتستخدم كل إمكاناتها الحربية المتطورة، وبذلت فيها أموالا هائلة وطائلة، مليارات الدولارات في سبيل حسم هذه المعركة، وتسعى إلى الاستفادة فيما يتعلق بالشريط الساحلي المحاذي للبحر من عوامل جغرافية كمنطقة مكشوفة، منطقة في أكثرها عادة ما تكون غير مغطاة لا بأشجار ولا بـغيرها، مناطق سكنية في كثير منها مناطق مكشوفة تساعد على الاستغلال لها والدخول عبرها والالتفاف على المدن والمناطق السكنية من خلالها، ومع ذلك أحرار شعبنا وأبطال أمتنا، أحرار هذا الشعب وشرفاؤه من الجيش واللجان الشعبية مِمَنْ انطلقوا بإيمان وصدق وإحساس بالمسؤولية واعتماد على الله وتوكل على الله يخوضون هذه المعركة بفاعلية كبيرة وبصمود منقطع النظير، وبثبات عظيم، كل هذا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبمعونة من الله وبتأييد من الله وبرعاية من الله سبحانه وتعالى، ولنا أن نتصور فعلا هذه الفاعلية، هذا الصمود وهذا الثبات على مدى اثنين وثلاثين شهرا والمعارك لا تتوقف من باب المندب إلى ما وصلت إليه اليوم في الساحل الغربي بعد الاختراق الأخير إلى الدريهمي والدوار، ومع كل هذا تكبد العدو خسائر كبيرة جدا وكانت المعركة صعبة عليه بكل ما تعنيه الكلمة ولا زالت صعبة وهي في الحاضر والمستقبل أصعب وأقسى وأشد نكاية وألما بإذن الله سبحانه وتعالى وبمعونته وبالتوكل عليه وبتأييده وهو مولانا نعم المولى ونعم النصير.
إلى اليوم لا يزال معظم منطقة الساحل، معظم منطقة تهامة، مساحة كبيرة جدا جدا من هذه المنطقة لا تزال حرة، لم تتمكن قوى الغزو من احتلالها، احتلت مناطق محدودة، سيطرت على مناطق بمحاذاة الساحل، ولا تزال أكثر المساحة في تهامة حرة ولا تزال نسبة كبيرة جدا من الساحل حرة تحت سيطرة شعبنا وجيشه ولجانه الشعبية، هناك صمود بتوفيق الله وفاعلية كبيرة في المعركة، وهناك عوامل مهمة جدا تجعل من هذه المعركة بإذن الله تعالى مستنقعا كبيرا لإغراق وإهلاك قوى الغزو، قوى العدوان وعملائهم ومرتزقتهم الخونة من البلد ومن غيره، عوامل مهمة جدا تساعد على أن يكون الساحل الغربي مستنقعا لإغراق وإهلاك والتنكيل بأولئك الغزاة المجرمين المعتدين، أول هذه العوامل بعد الله سبحانه وتعالى، بعد عونه رعايته، تأييده، هو وفاء أهل تهامة، تهامة الخير، تهامة الوفاء، تهامة الصدق، تهامة الحرية، تهامة الوطنية، أهل تهامة أثبتوا وفاءهم وأنهم تفوقوا في هذا الوفاء، في هذه المصداقية، في هذا الانتماء الوطني، في هذه الروح الوفية والخيرة على كثير من أبناء المناطق، هذا نستطيع أن نقوله بكل صدق، والأغلبية الساحقة من أبناء تهامة يثبتون اليوم بالرغم من حجم هذا العدوان الذي تلقي بثقلها فيه قوى العدوان وتستخدم كل وسائلها وإمكاناتها العسكرية على نحو جنوني وغير مسبوق، بالرغم من التحشيد للمقاتلين والمرتزقة والخونة على نحو غير مسبوق، لكن أثبت أهل تهامة اليوم وفاءهم، وأنهم في أغلبيتهم الساحقة أوفياء مع بلدهم، أوفياء مع شعبهم، ويدركون أن هذه المعركة معركة حساسة، ومن قوى معتدية غازية محتلة كاذبة، طامعة، انتهازية، ظالمة، مجرمة، تريد أن تحتل هذا الجزء المهم من اليمن وتريد أن تلحق بذلك الضرر بسكانه أولا وبسكان بقية اليمن ثانيا، وتسعى إلى امتهان هؤلاء السكان، وأدركوا وعرفوا ما فعلته قوى الغزو في حيس وفي الخوخة وفي غيرهما من اغتصاب للنساء والأطفال، من جرائم القتل والامتهان، من الاستغلال والإذلال والظلم والاضطهاد والتهجير والإهانة،
والامتهان والإجبار للناس على أن يقاتلوا في صفهم، وو إلى آخره، هم يعون جيدا من هي قوى الغزو وماذا تريد وماذا تسعى له، ولا تنطلي عليهم كل تلك العناوين الزائفة والتبريرات الباطلة والذرائع الواهية التي ترفع لتبرير هذا الغزو، وسنأتي لنتحدث عن هذه الذرائع، إلى جانب ذلك أبناء شعبنا العزيز في بقية المحافظات الحرة، من صنعاء في الأمانة والمحيط، إلى عمران، إلى المحويت إلى ذمار إلى إب إلى صعدة، إلى الجوف إلى ريمة إلى تعز، أبناء هذه المحافظات في حجة، في كل هذه المحافظات الحرة هم يعون جيدا أن هذه المعركة وأن هذا الغزو للساحل ولمحافظة الحديدة وللساحل الغربي في كل مناطقه وأجزائه هو بهدف إلحاق الضرر الكبير والبالغ بهذا الشعب في سائر المحافظات، المستهدف أهل تهامة في المقدمة وبقية هذا البلد كذلك، الجميع مستهدف بهذا الغزو، للمحاصرة للمضايقة للاضطهاد، الكل لهم من أبنائهم الكثير يسكنون هناك وتربطهم مصالح حيوية في تهامة، تجارة زراعة، سكن، روابط أسرية، هم جزء أصلا من النسيج الاجتماعي هناك، والنسيج الاجتماعي في تهامة مكون من كل أبناء اليمن وهذا شيء معروف وواضح، فإذن المسألة واضحة للأحرار في هذا البلد، للأحرار في هذه المحافظات بكلها، والجميع يعون أن معركتهم هذه معركة رئيسية ومهمة وجزء مهم من المعركة الشاملة التي تستهدف البلد بكله، وينطلقون بإيمانهم بوعيهم بحريتهم، يدركون جيدا أن هدف العدوان الرئيسي هو السيطرة على الأرض في اليمن وعلى الإنسان في اليمن، فلا الإنسان سيخنع ولن يخضع ولن يهون ولن يستعبد وبالتالي سيحرر كل ما احتله الغزاة من أرضه، لأن الإنسان هو المحور في هذه المعركة، طالما بقي حرا، الأحرار دائما في كل البلدان كانوا يحررون أوطانهم حتى لو تمكن المحتلون الأجانب من احتلالها أو احتلال أجزاء منها، طالما بقي الإنسان حرا يتمكن من تحرير أرضه، حصل هذا في كثير من البلدان في عالمنا العربي وفي غيره، وحصل هذا كثيرا في تاريخنا اليمني على مر التاريخ.
على كلٍ، قوى الغزو مع أن هدفها واضح وسلوكها الإجرامي يثبت طبيعة هذه المعركة وحقيقة هذا الهدف ولكنها تأتي لترفع عناوين وذرائع للخداع وللتضليل ولهدف التأثير على بعض السذج والمغفلين ودائما يعتاد البشر في كل فعلاتهم مهما كانت سيئة مهما كانت واضحة البطلان يسعون دائماً إلى تبريرها وإلى تقديم الأعذار، تقديم المعاذير وتصنع العناوين الزائفة هذا شيء واضح حتى الإسرائيلي له عناوينه الزائفة وذرائعه الباطلة لاحتلاله لفلسطين الأمريكي يغزي العراق تحت عنوان التحرير يوم غزاها، هكذا كل الغزاة في الدنيا يفعلون ذلك وليس بغريب على الغزو في هذه المرة وحتى الغزو على مر التاريخ في بلدنا سواءً البريطاني أو غيره كان يرفع ذرائع هذا شيء اعتادوه، اعتاده الغزاة أسلوب روتيني طبيعي اعتيادي ليس مستغرباً، لن يأتي أي غازي ليقول غازي بلا أي سبب ولا معنى غزو بدون أي سبب ولا معنى غزو فقط بكل وضوح، قدّم عذراً لا تعدم الخرقاء علة كما يقولون في المثل العربي الشهير.
منذ المراحل الماضية في ما يخص الساحل الغربي وفي ما يخص الحديدة كانت ترفع عناوين وذرائع باطلة لتبرير العدوان وصولاً إلى اليوم لا زالت تقال، واحد منها أن الهدف هو السيطرة على ميناء الحديدة لماذا؟! يزعمون ويفترون ويدعون باطلا أن الصواريخ -على حسب زعمهم – الإيرانية- وهذا افتراء- تصل إلى اليمن عبر ميناء الحديدة مع أنهم يدركون هم قبل غيرهم أنهم يكذبون بهذا الكلام لأنهم يعرفون أنها لا تدخل أي سفينة إلى ميناء الحديدة إلا بعد أن تحظى بترخيصهم وبعد أن تخضع لعملية تفتيش في جيبوتي وبعد أن يسمحوا هم بعبورها ومرورها ودخولها إلى ميناء الحديدة، وهناك آلية مشددة جداً وفيها تضييق كبير على حركة ودخول السفن إلى ميناء الحديدة فيها مضايقة كبيرة فيها إجراءات شبيهة تماماً بالإجراءات التي يمارسها الكيان الإسرائيلي في حصاره لقطاع غزة، هذا الذي يحدث لا تدخل سفينة إلا بعد أن يسمحوا هم لها وسفنهم الحربية وكذلك كل مختلف أنواع سلاحهم وقطعهم البحرية المتواجدة في البحر الأحمر وفي محاذاة الميناء في محاذاة الساحل في محاذاة المياه اليمنية من عندهم تمر أي سفينة بعد أن يوافقوا هم على عبورها ومرورها وتفتشها الأمم المتحدة وتخضع في كثير من الأحيان إلى تفتيش آخر من جانبهم، ومع إجراءات كبيرة وحظر لأكثر من أربعمائة صنف من المواد الاعتيادية التي عادةً تستوردها البلدان والشعوب، أكثر من أربعمائة صنف محظور استيرادها وجلبها إلى بلدنا اليمن ولا يسمحون إلا بدخول بعض السفن التي تقتصر في حمولاتها على بعض المواد الغذائية أو على بعض من المشتقات النفطية أو على بعض من المواد الاعتيادية جداً كبعض مواد البناء أو مواد بسيطة جداً وأكثر من أربعمائة صنف محظور دخولها إلى بلدنا اليمن،
بقية الموانئ بقية الساحل هم يسيطرون عليه المنافذ البرية يسيطرون عليها تحت سيطرتهم التامة سواءً ما كان منها باتجاه السعودية هذا واضح أو ما كان منها باتجاه عُمان وهذا واضح الباقي منها في اتجاه المحافظات الجنوبية والمحافظات الوسطى وهذا واضح تسيطرون على تلك المنافذ ولا يعبر منها إلا ما يسمحون بعبوره فكذبتهم هذه وافتراءهم هذا ودجلهم وبهتانهم واضح البطلان واضح البطلان مع ذلك يرددونه ويكثرون من ترديده هكذا للاستهلاك الإعلامي للتبرير الزائف ولو بكذب واضح أنه كذب، أحياناً يأتون ليقولوا لتبرير آخر أن الميناء ميناء الحديدة ومن خلاله تحصل حكومة الإنقاذ في صنعاء على بعض من الإيرادات المالية وأن هذه الإيرادات يستفاد منها في عملية الدفاع عن الوطن والتصدي لغزوهم واحتلالهم هذه أيضاً كذبة كبيرة جداً، الإيرادات هي إيرادات محدودة تصل أحياناً إلى ستة مليار وأحياناً إلى أربعة مليار أحياناً إلى أقل، تختلف بحسب حركة التجارة وهذه المبالغ المحدودة من الإيرادات جزء منها لمحافظة الحديدة، جزء منها لتغطية الحد الأدنى والضروري للغاية لتشغيل المستشفيات ومؤسسات الدولة والوزارات، جزء منها بسيط يضاف أحيانا على رأس أربعة أشهر أو خمسة أشهر أو ثلاثة أشهر بحسب اختلاف مستوى الإيرادات ونسبة الإيرادات لصالح دعم المرتبات التي تصرف أحياناً بنصف راتب ومع ذلك قلنا للأمم المتحدة لا مانع عندنا في أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف والتأكد والرقابة على أن هذه الإيرادات من ميناء الحديدة ستجمع وتحفظ حصرياً لصرف المرتبات وبشرط أن يكمل نسبة العجز في المرتبات حتى تستوفى وتصبح هذه آلية عملية لتوفير المرتبات تجمع في البنك المركزي في صنعاء وتصرف من صنعاء برقابة من الأمم المتحدة وتوصي عليها الأمم المتحدة من أموال اليمن المنهوبة وثرواته المنهوبة إيراداته من النفط إيراداته من الغاز التي ينهبها المرتزقة وتنهبها تلك قوى الغزو والاحتلال من الدول الإقليمية والأجنبية ومن غيرها تجمع هذه الإيرادات وتصرف لصالح المرتبات وينقطع هذا التبرير.
قالوا الساحل يستخدم أحياناً لضرب البارجات البحرية وهذا تهديد للملاحة البحرية قلنا لهم ليس هناك أي تهديد أبداً هذا كنا نقوله منذ بداية الأحداث على مدى كل هذه الفترة أكثر من اثنين وثلاثين شهرا لا تهديد للملاحة البحرية هذا كلام سخيف هذا تبرير زائف وهذا كلام قاله الأمريكي وقاله الإسرائيلي بهدف السيطرة المباشرة التي تكون فعلياً سيطرة لصالح أمريكا ولصالح إسرائيل وإن كانت أدواتها في المراحل الأولى أدوات إقليمية لفترة من الوقت حتى يطمئن الأمريكي والإسرائيلي كلاهما يطمئن على جنوده ثم يأتي بهما في نهاية المطاف ولكن قلنا لهم العمليات التي نستهدف بها البارجات الحربية عندما تدخل إلى المياه الإقليمية إلى المياه اليمنية عندما تشكل تهديداً للساحل وهي قطع عسكرية هي تستهدف لدفع العدوان عن الساحل ولدفع العدوان عن الحديدة فإذا كان هذا العدوان سيتوقف نحن مستعدون ويتوقف التهديد البحري لليمن نحن مستعدون عن إيقاف أي عمليات بحرية ضد القطع العسكرية لكن لا تدخل مياهنا اليمنية في الساحل الغربي لا تهدد البحر وتهدد الساحل وتهدد المناطق الساحلية في المناطق المحررة مع هذا تنقطع أعذارهم ويتضح بطلان تبريرهم وزعمهم، يأتون أحياناً بتبريرات سخيفة كلام زائف أنهم يريدوا أن يحتلوا محافظة الحديدة ومناطق الساحل الغربي لتسهيل توزيع المواد الغذائية والأمم المتحدة والمنظمات تنشط هناك كل هذه الفترة منذ بداية العدوان وهي متواجدة وبتسهيلات كبيرة وتعاون كبير من الحكومة في صنعاء “حكومة الإنقاذ الوطني من السلطة المحلية في الحديدة وفي مناطق الساحل في تعز ومناطق الساحل في حجة تعاون كبير من الوزارات المعنية في صنعاء وتعاون كبير وتسهيلات كبيرة وعملها قائم وهي تتحدث عن ذلك وقدمت بيانات وأعلنت بيانات وإن كان هناك شيء ما يهدد العمل الإنساني والإغاثي في مناطق الساحل في الحديدة أو في تعز أو في حجة فهو ما يجري من قصف من جانب قوى الغزو والاحتلال قوى العدوان استهدفت فيه هي حتى أماكن وحتى مقرات وحتى مخازن لصالح المنظمات التي تعمل في إطار الأمم المتحدة والعمل الإنساني والإغاثي هي التي استهدفت هي التي قصفته بالقنابل والصواريخ هم الذين يشكلون تهديدا لها وإضرارا بعملها أي مبرر لا من القانون الدولي ولا من الأعراف بين البشر والدول ولا من الأعراف الإنسانية أن يرفعوا هذا العنوان لاحتلال أرض حرة تابعة لبلد مستقل هو اليمن ولإلحاق ضرر كبير بالسكان في الساحل وفي بقية اليمن والذي يفعلونه هم تجاه السكان في الساحل الغربي أنهم يلقون على رؤوسهم بالقنابل المدمرة والقاتلة ويفتكون بهم ويقتلونهم يوميا في البيوت والمزارع على الطرقات وهذا واضح وتبثه شاشة التلفاز يوميا وتنقله وسائل الإعلام وتثبت وقائعه حتى منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات تابعة لدول أخرى ممن تعمل في المجال الإنساني أو تحت هذا العنوان كم قتلوا في المخا منذ البداية كم ارتكبوا من جرائم في محافظة الحديدة كم ارتكبوا من جرائم في المديريات الساحلية في حجة كم قتلوا من المواطنين في الأسواق في المستشفيات في الطرقات في المنازل،
هذا الذي تقدمونه للسكان في الساحل الغربي، قنابل ذكية متفجرة تفتك بهم وتقتل منهم وقتلت الآلاف منهم من الأطفال والنساء ومن مختلف الأعمار والفئات هذا الذي حدث وهذا الذي يحدق وهذا الذي تقدمونه لهم إضافة إلى ما تمارسونه على الأرض من جرائم، جرائم اغتصاب التي هي سيئة خارجة عن العرف والشرف والأخلاق والإنسانية جرائم اغتصاب الأطفال والنساء في حيس في الخوخة وفي مناطق متعددة وتستمر هذه الجرائم جرائم القتل بدم بارد جرائم الاضطهاد الإذلال الإجبار على القتال ممارسات إجرامية واسعة وكثيرة هذا الذي تفعلونه، وأنتم غزاة محتلون طامعون والذين معكم من أبناء هذا البلد ليسوا سوى خونة ومرتزقة مستأجرين ومنافقين وحالهم حال أي خونة يقاتلون ضد شعبهم في أي بلد من بلدان العالم، هذا هو الذي حاصل في الساحل الغربي العناوين كلها عناوين مخادعة يأتي البعض ليقول حتى نريد لهذا الغزو بهذا التدمير وبهذه الهجمة التي تسحق كل تلك المدن وكل أولئك السكان لتشغيل كهرباء نظرا للحرارة في الحديدة اتركوا الحديدة لأهلها، أتركوا مناطق الساحل الغربي بكلها لأهلهاـ الكهرباء التي تلقونه وتلك القنابل الحارقة والمدمرة وإلا فالحكومة تعمل على توفير الكهرباء وتبذل كل جهدها في ذلك وتوفر نسبة جيدة في ذلك والتجار من جانبهم يشتغلون وإذا سلموكم كل شيء سيتوفر بالنسبة لهم، الذي تفعلونه والقتل والتدمير والترويع للأهالي بالقصف بكل أنواع السلاح من الجو والبر والبحر، ترويع للأهالي ترويع للأطفال والنساء سعي للاحتلال والسيطرة وأي منطقة يسيطرون عليها من هو صاحب القرار فيها عندما تأتون لتقولون تحرير من هو صاحب القرار في المخا اليوم قولوها بصدق إن كنتم تعرفون للصدق معنى من هو صاحب القرار الأول والأخير هناك؟ أليس هو الإماراتي. من هو صاحب القرار الأول والأخير والأعلى في عدن؟ أليس هو الإماراتي. والإماراتي من هو صاحب القرار فوقه وعليه وعلى رغم أنفه أليس هو الأميركي هذه هي الحقيقة،
المسألة مسالة غزو واحتلال أجنبي الإماراتي في يد ضابط ينفذ أجندة لصالح الأمريكي والسعودي كذلك، وأنتم مجرد دمى وعبيد ومستغلين ومسترقين تنفذون لهم خدمة القتال في الميدان لتكونوا أنتم الضحايا والخاسرين، لتكونوا أنتم من يفدونهم بالأرواح وتضحون في سبيلهم بأنفسكم وتسفكون لأجلهم دمائكم ودماء أبناء وطنكم هذا الذي يحدث، إلى جانب الغزاة من دول أخرى ومناطق أخرى. فمعركة الساحل هي لا تخرج أبدا عن العنوان الرئيسي الذي هو هدف السيطرة على اليمن إنسانا وأرضا والسيطرة في المقدمة على موانئه وعلى ساحله وعلى جزره وعلى مضيق باب المندب وتوظيف هذا السيطرة للضغط على بقية البلد والذين يشتغلون تحت أي عناوين كل عناوينهم هي افتراء هي دجل هي كذب هي ادعاءات وزائفة لا أساس لها من الصحة وقد كنا في حوارانا مع الأمم المتحدة من أيام ولد الشيخ نتعاطى بما يقطع كل هذه الأعذار والتعللات ورحبنا بدور منذ أيام ولد الشيخ بدور رقابي ودور فني ودور لوجيستي للأمم المتحدة فيما يساعد على التحقق أكثر وأكثر مع أنه لاتدخل سفينة إلا من عندهم بترخيص منهم بعد تفتيشهم مع ذلك قلنا لابأس قد يكون هناك تفتيش إضافي ورقابة إضافية على ما يصل إلى الميناء ولابأس أن يكون هناك دور للأمم المتحدة يساعد على التحقق والتأكد أن الإيرادات تصرف لصالح المرتبات وعلى أن توفر نسبة العجز في توفير المرتبات حتى تتوفر بشكل شهري للناس مع ذلك ليسوا سوى كذابين ومتعللين بالأباطيل كما يفعل الإسرائيلي في فلسطين كما يفعل أي غازي أجنبي محتل كما فعل الأمريكي فيما قبل يوم غزا العراق هكذا كما يفعلون في سوريا وفي ليبيا وفي أي بلد مستهدف وفي الأولى وفي المقدمة عندنا في اليمن. المسألة هي مسألة غزو أجنبي تعرت فيه الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا التي لها دور فعلي ومباشر بقطعها الحربية في البجر بطائراتها بإشراف ضباطها في غرف العمليات، ولبريطانيا كذلك دور واضح ومؤكد وفعلي في كل المسارات وتورطت كما يقال مؤخرا فرنسا كما تحدثت صحف فرنسية وكما لوحظ من خلال قرائن ومن خلال تواجد البارجة الفرنسية في البحر واقترابها من السواحل وأنشطة واضحة وكما أعلنت أمريكا عن قواتها الخاصة وأصحاب القبعات الخضراء ووو إلخ.
والمسألة واضحة لا غموض فيها ولا لبس والإكثار من الضجيج وترديد العناوين الزائفة من قبل الأبواق الدجالة والمفترية للعدوان من الإعلاميين والسياسيين ليست سوى لهدف التضليل للرأي والغطاء على الحقائق التي هي حقائق واضحة كوضوح الشمس ولذلك نحن معنيون اليوم وقد تجلى بوضوح هدف قوى العدوان وسعيهم لاحتلال بلدنا وانكشفت عورة الغرب الذي يتحدث عن حقوق الإنسان وقد أحسن ترامب عندما خرج من مجلس حقوق الإنسان هذا هو الصواب لأن مجلس حقوق الإنسان ليس سوى عنوان يرفع أمام الشعوب المستضعفة للخداع فمتى روعيت حقوق الإنسان في اليمن في فلسطين في العراق في سوريا في البحرين في ليبيا في دول كثيرة متى احترمت حقوق هذا الإنسان بنصف ذرة بمستوى معين بحد أدنى بواحد في المائة من الاحترام ما هناك، هناك كذب ودجل وتضليل وخداع وعناوين ترفع براقة لا مصداقية لها في الواقع أبدا أول من ينتهكها تلك الدول وعلى رأسها أمريكا تعرت بريطانيا تعرت أوروبا تعرت كل تلك الدول التي تسهم في هذا العدوان وتسعى لإلحاق نكبة كبيرة بشعبنا وبالسكان في الساحل الغربي، تعرت وانكشفت وهي حاضرة في هذا العدوان بكل وسائلها وبكل أساليبها بكل إمكاناتها وتدعم هذا العدوان بكل وسائل الدعم وتشرف عليه وتسنده وهي راعيته في الأساس.
معنيون بالتصدي لهذا العدوان من واقع وعينا بحقيقة أهدافه ومن واقع إيماننا إيماننا العظيم بأننا خلقنا الله أحرارا وأراد لنا أن نكون أحرارا وأمرنا بأن نكون أحرارا وأن نأبى العبودية لغيره لكل قوى الطاغوت في الأرض أن لا نقبل وأن لا نخضع لتستعبدنا أبدا نحن أحرار بحريتنا الفطرية التي فطرنا الله عليها وبعقيدتنا الإيمانية التي تجعل من هذه الحرية مبدأ مقدسا إيمانيا لو فرطنا به فرطنا بإنسانيتنا وفرطنا بإيماننا وفرطنا بديننا بالإيمان الذي نحمله بالإنسانية التي نستشعرها نأبى الذل ونأبى الهوان ونأبى الخنوع ونأبى الانكسار لو حشدوا ما حشدوا ولو فعلوا ما فعلوا لو أتوا بكل جيوش الدنيا لما دفعنا ذلك إلى الانكسار ولا إلى أن نهون ولا إلى أن نخنع ولا إلى أن ننهزم ولا أن نقبل بالعبودية لغير الله سبحانه وتعالى، مهما حدث من اختراقات ميدانية فهي اختراقات ستظل قيد التصدي والمواجهة، دخلوا منطقة معينة انتشروا في نطاق معين في الساحل تقدموا تأخروا هذا لا يعني بالنسبة لنا أن تتغير قناعتنا أو أن تنكسر إرادتنا أو أن نهون أو نضعف في موقفنا لا، لأن موقفنا موقف نابع من إحساسنا بإنسانيتنا وكرامتنا ونابع من إيماننا بالله ربنا ومن ثقتنا بصدق وعده وأنهُ مع عباده المستضعفين، المطلوب فقط هو الصمود والثبات وقد رأينا نصر الله سبحانه وتعالى ولولا هذا النصر وهذا التأييد لما كان للمعركة وهي مستمرة لا تتوقف من عند باب المندب إلى حيث هي اليوم سنتين وثمانية أشهر سنتان وثمانية أشهر ما كان لها لتطول كل هذا الوقت والعدو يضرب فيها بكل إمكاناته العسكرية من الجو أمتلك كل وسائل وأحدث كل الوسائل للضرب بها من الجو حتى الطائرات الأمريكية الحديثة تشتغل في المعركة ومن البحر في بارجاتهم وحاملات طائراتهم ومن البر بكل وسائلهم التي يحشدونها بأعداد كبيرة سنتين وثمانية أشهر المعركة ليست من ستة أيام تأتي بعض قنوات الإعلام على اليوم السادس على التوالي هذا ليس هو اليوم السادس للتوالي اليوم بعد 32 شهراً اثنين وثلاثين شهراً هذه فترة المعركة في الساحل منذ باب المندب ومعركة كبيرة جداً في ميدي لا تزال مستعرة إلى اليوم وأخفق فيها العدو أيما إخفاق نحن
وأخاطب شعبنا العزيز نحن معنيون أن نعي جيداً أن موقفنا لم يكن أبدا مبنياً على معادلات في الميدان
أبداً أجدادنا والأحرار في كل الدنيا حرروا أوطانهم حتى في الوقت الذي كان الغزاة الأجانب قد سيطروا عليها بالكامل أما نحن فكما كررت مراراً وتكراراً لا تزال أكبر منطقة مهمة واستراتيجية وتشكل عمقاً استراتيجياً لا تزال تحت سيطرة أحرار هذا البلد وشرفاء هذا الشعب ولا تزال النسبة الكبيرة والمساحة الهائلة والأساسية من تهامة تحت سيطرة شرفاء تهامة وأبناء تهامة وأحرار اليمن نحن معنيون بالاستمرار للتصدي لهذا الغزو لأننا أحرار وحريتنا هذه لا يمكن أن تستلب منا لاختراق هنا أو اختراق هناك وعلى العكس أنا قلت وأقول وسأظل أقول إذا احتل الغزاة قطعة من مناطقنا أو سيطروا على جزء من أرضنا هذا يحتم علينا أكثر وأكثر ويوجب علينا أعظم وأكبر أن نقاتلهم وأن نتصدى لهم وأن مشكلتنا معهم تصبح أكبر وتصبح المعركة معهم أوجب وأهم وألزم نحن لسنا من النوع الذي يأتي لمعادلات ميدانية فإذا حصل اختراق هنا أو اختراق هناك انكسرت روحه المعنوية وإرادته وهان وذل وشعر بالعجز واندفع لليأس والاستسلام هذه النوعية ليست من المؤمنين أبداً ليست مؤمنة على الإطلاق هؤلاء الذين ينطلقون في حساباتهم ومواقفهم بناءً على معطيات ميدانية معينة فإذا بهم يتجهون نحو الانهيار السريع هم أولئك الذين في قلوبهم مرض هم أولئك المنافقون هم أولئك ضعاف الإيمان هم أولئك ضعاف القيم هم أولئك العاطلون من المبادئ أما من يحضون بإيمان عظيم من يتحلون بقيم عظيمة من يؤمنون بمبادئ مهمة من انطلاقتهم في هذه الحياة نابعة من حريتهم الفطرية والإيمانية فهم أحرار في كل الأحوال وهم أعظم حرية وأعظم شعوراً بالإباء وأعظم استشعاراُ للمسؤولية عندما تكون هناك تحديات في الميدان عندما تكون هناك أخطار عندما تكون هناك مظلومية عندما تكون هناك انتهاكات عندما يشاهدون أبناء شعبهم يقتلون ظلماً وتدمر مساكنهم ومصالحهم ومدنهم وقراهم بغير حق عندما يشاهدون أرضهم تحتل هم أكثر حرية أعظم استشعاراً للمسؤولية أعظم وأشد ثباتا وإباء ومعنوياتهم مستمدة من إيمانهم ذلك الإيمان العظيم والمؤمن كسبيكة الذهب كلما أوقدت عليه النار ازداد خلاصاً وصفاءً ونقاءً وتبين جوهره ومعدنه هكذا هم المؤمنون هكذا هم الأحرار هكذا هم الأباة وهكذا كانوا وجدناهم في لبنان على هذا النحو وجدناهم في غزة على هذا النحو وجدناهم في بقاع أخرى في العالم على هذا النحو قراناهم في تاريخ بلدنا في تاريخ أبائنا وأجدادنا على هذا النحو انطلقوا وحرروا الوطن من طرفه إلى طرفه يوم كان المحتل الأجنبي قد تمكن من احتلاله ونحن اليوم في موقع القوة وأهل تهامة بإبائهم ووفائهم تهامة الخير تهامة الوفاء تهامة العزة والإباء سنكون إلى جانبهم من كل المحافظات وسيرونا إلى جانبهم بكل معاني الأخوة والوفاء والصدق وعنوان هذا الوفاء لتهامة وأهل تهامة تهامة اليمن عنوان هذا الوفاء هو الرئيس الشهيد الصماد الذي نزل وهو في موقعه في الرئاسة ليكون جندياً مضحياً ومخلصاً ويقدم روحهُ في سبيل الله نصرة لقضية بلده العادلة الصماد الذي لم يأخذ حتى شبراً لنفسه من أرض تهامة، الآخرون باسم رئيس أو بسم وزير أو باسم موظف أو باسم مسؤول كم منهم نهب من أرض تهامة وهؤلاء الغزاة يأتون إلى تهامة كم في أمالهم وأطماعهم من النهب والسطو على الأراضي والكثير منهم لهُ تاريخ مسبق بعمليات السطو والنهب والاقتطاع والسرقة الصماد الذي لم يأخذ من تهامة ولا شجرة مانجو ولا شبراً من الأرض نزل وقدم فيها روحهُ وحياته ليقول لأهل تهامة أنا من موقعي في الرئاسة سأقف إلى جانبكم وسأضحي في سبيل الله، دفاعا عنكم وعن شعبي وعن وطني وعن بلدي هذه الروح هي الروح السائدة في كل الأحرار وهذه الحال هي الحال القائمة لدى الجميع من كل الواعين في هذا البلد من كل المؤمنين في هذا البلد من كل الأحرار والشرفاء والواعين في هذا البلد ونحن اليوم معنيون بهذا الصمود وأن نسعى بكل جهد لإعطاء هذه المعركة ما تستحق.
قوى العدوان ألقت بكل ثقلها في هذه المعركة على المستوى العسكري حشدوا كل مرتزقتهم الآن يلاحقون من بقاياهم حتى في الأسواق في عدن وتعز ويأتون بهم على سيارات الهايلوكس وقد استنفذوا طاقتهم وهم في وضع صعب والنكاية بهم شديدة وإن شاء الله تتحول تهامة إلى مقابر لهم وإلى مستنقع كبير سيدركون أنهم تورطوا فيه أكبر ورطة منذ بداية عدوانهم وعلى الجميع أن يعوا مهما كان هناك من اختراقات أو تقدم في شارع أو في مكان أو في بقعة أو في حيز من الساحل هنا أو هناك هذا لا يعني أبداً نهاية المعركة, والله لو كانوا قد تمكنوا من احتلال هذا البلد بكله لما كان يعني ذلك نهاية المعركة ولكان سبيلنا ودأبنا وجهدنا ومسارنا هو مسار الأحرار كما فعلوا في لبنان كما فعلوا في غزة كما فعل آباؤنا وأجدادنا في اليمن كما فعل الأحرار الأباة الذين حرروا أوطانهم في كل العالم، فما بالك اليوم ونحن في موقع قوة, قوة بكل ما تعنيه الكلمة ونحن نتصدى لهم بوسائل متعددة فأولئك المؤمنون ينطلقون بإيمانهم واعتمادهم على الله للقتال والاشتباك الميداني المباشر والصواريخ تنهمر عليهم من كل جانب والطائرات المسيرة ستقصفهم وما من وسيلة إلا ستفعل للنكاية بهم والاستهداف لهم, طالما الحرية موجودة في النفوس والإيمان موجود في القلوب والاعتماد على الله استراتيجية الموقف فلا وهن ولا ضعف ولا انكسار ولا تراجع ولا هزيمة أبداً، طالما الإنسان هو حر الأرض ستتحرر والإمكانات ستعود والحقوق ستستعاد المهم هو الحفاظ على هذه الحرية، والجميع اليوم معنيون من علماء ومثقفين وشخصيات ووجاهات ونخب, الكل معنيون والإعلاميون الشرفاء الأحرار في هذا البلد أن يكثفوا جهدهم لأن جزءاً من المعركة يتجه من الجانب الإعلامي والجانب التضليلي وجانب العمل على زرع اليأس والوهن والحرب النفسية جزء كبير من حرب العدو يتجه إلى هذا الاتجاه مع أنه في وضع فظيع وضع صعب بكل ما تعنيه الكلمة قواه محاصرة ومقطعة الأوصال وتستهدف في كل لحظة ووضعها وضع مزري بكل ما تعنيه الكلمة، ولكنه على مستوى الحرب الإعلامية والنفسية يحاول أن يصعد من وتيرتها لإلحاق الهزيمة بالسذج والمغفلين والبسطاء والناس الذين لا ينطلقون بقناعة ومبادئ وإيمان راسخ واعتماد على الله وثقة بالله سبحانه وتعالى بالنسبة لنا كل هذه التطورات كل هذه الهجمة، كل هذا الظلم، كل هذا الجبروت، كل هذا الطغيان الذي تمارسونه بنا وبحق شعبنا لا يزيدنا والله إلا إيمانا وإلا ثباتا بفضل الله سبحانه وتعالى وإلا التجاءً إلى الله وثقة به واعتمادا عليه وتوكلا عليه وإيمانا بصدق وعده ويقينا بصدق موعوده، هذه النتيجة التي وهذا الأثر الذي نتلقاه نحن الأحرار في كل هذا البلد وأنا أقلهم شأنا أحسبوني أضعف واحد في هذا البلد في الوعي في البصيرة في القوة الإيمانية في القوة المعنوية الملايين من أبناء هذا الشعب والله حتى الأطفال إن منهم لمن يحمل من القوة المعنوية والوعي والمقت لهذا العدوان والبغض لهذا العدوان والعزة والإباء في مواجهة هذا العدوان أكثر بكثير من أولئك الانهزاميين والضعفاء من ذوي الضعف النفسي والمعنوي، المفلسين من المبادئ والقيم والأخلاق ويجب التصدي لكل حملات الإرجاف والتهويل الساعية والرامية إلى إضعاف النفوس ويجب التحرك من الجميع رسميا وشعبيا في هذه المعركة على كل المستويات بما تستحقه.
عسكريا يجب الاستمرار في التحشيد وأنا أشكر كل الذين قد نزلوا وكل الذين يساهمون في عملية التحشيد من المحافظات والتجنيد يجب أن يكون على وتيرة قوية من وزارة الدفاع ومن الداخلية في المحافظات وفي الساحل وفي مناطق الساحل بنفسها على مستوى الجانب العسكري يجب الاهتمام والاستمرار في عملية التحشيد.
المسار الإعلامي والمسار التوعوي والتصدي لكل حملات الإرجاف والتهويل والتضليل يجب أن يكون هذا العمل وهذا المسار نشطا وفاعلا من خلال كل المعنيين والمثقفين والعلماء والشخصيات النخب وكل المعنيين.
المسار الإنساني والخيري يجب أن يكون فعالا وأن يتجه بالعناية بكل المعانين.
المسار الاقتصادي من جانب التجار أن يكون متماسكا وقويا وفاعلا، سنخوض هذه المعركة لا ظلما لسنا في موقع الظالمين ولا بطرا لسنا في موقف العابثين والمستهترين ولا رياءً ولا تكبرا ولا غرورا سنخوض هذه المعركة من موقع المسئولية من موقع الإيمان لأنها الضرورة لأنه الواجب لأنها المسئولية لأنه الحق الذي نحمله والذي تحركنا على أساسه لأنه الواجب أمام الله وأمام أنفسنا وأمام أجيالنا وأمام حاضرنا وأمام مستقبلنا، هذه معركة تحرر هذه معركة حفاظ ودفاع عن كرامة وعن شعب وعن بلد وعن دين وعن قيم وعن مبادئ وعن عرض هذه معركة شرف سنخوضها بكل هذه المعاني بكل هذه المنطلقات بكل هذه المبادئ، لا يفوتنا أن نشكر كل المتعاطفين معنا إعلاميا سياسيا ثقافيا كل الذين بعثوا برسائل تضامن معنا من فلسطين من العراق من تونس من دول كثيرة تشيد بجهودهم أيضا في إبداء كل أشكال التضامن على المستوى الإعلامي وعلى المستوى السياسي ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا بنصره وأن يكسر شوكة الأعداء المستكبرين وأن ينكل بهم أنه أشد باسا وأشد تنكيلا وأن يعيننا ويوفقنا للقيام بمسئولياتنا كما ينبغي أن يجعلنا دائما من المتوكلين عليه الواثقين بصدق وعده إنه سميع الدعاء، ونسأله أن يرحم شهداءنا الأبرار وأن يشفي جرحانا ويفرج عن أسرانا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،