بيان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة عيد الأضحى 1442هـ
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله,, والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
والحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين وعن سائر عباد الله الصالحين والمجاهدين.
بمناسبة عيد الأضحى المبارك نتقدم بالتهاني والتبريكات لشعبنا اليمني المسلم العزيز ولأبطاله المرابطين في كل جبهات القتال في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الغاشم، كما نتقدم بالتهاني والتبريكات إلى كل أمتنا الإسلامية، سائلين الله تعالى أن يعيده عليها بالخير والنصر والبركات إنه سميع الدعاء.
لقد حلّ هذا العيد المبارك في هذا العام في ظل ظروف عصيبة تعاني منها أمتنا الإسلامية وتحديات كبيرة وأحداث جسام، تتطلب من الجميع التوجه الجاد إلى استلهام كل الدروس من منابع الرحمة الإلهية، وفتح القلوب لنور الله سبحانه وتعالى الذي يجلي كل الظلمات، ويساعد الأمة على التغلب على مختلف التحديات، والتجاوز لكل الصعوبات والخلاص من قيود الطاغوت المستكبر.
فأمتنا الإسلامية بقدر ما تواجه من مخاطر ومشاكل وتحديات هي تمتلك مفاتيح الخلاص وعناصر القوة، وبإمكانها أن تطرق أبواب الفرج من خلال الرجوع العملي إلى الله سبحانه وتعالي، والإنابة الصادقة إليه جل شأنه، والاهتداء بهديه المبارك الكفيل حقاً بإخراج البشرية من الظلمات إلى النور كما قال تعالى” اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.(البقرة 257)
إن عيد الأضحى يخلّد الذكرى التاريخية للتسليم المطلق لأمر الله تعالى والمصداقية التامة في الانتماء الإيماني في قصة الاستعداد التام للتضحية، وفي أعلى مستوى من الترجمة العملية للمحبة لله تعالى والمباينة والمقاطعة للشيطان في قصة نبي الله إبراهيم ونبيه إسماعيل عليهما السلام، كما تخلد شعائر الحج ذلك بما فيها رمي الجمار وأضحية العيد في منى لترسخ للبشر وأتباع الأنبياء الدرس التربوي الذي يؤهل الإنسان للسير قدماً في طريق الحق وفق تعليمات الله تعالى دون التعثر أو الانحراف أو الخضوع للتأثيرات الشيطانية، وبمباينة تامة للشيطان وكل أولياء الشيطان من الإنس والجن الذين هم مصدر الشر والفساد والظلم والإجرام الذي تعاني منه البشرية.
وفي الأيام المعلومات يتكرر التكبير كذكر من أهم الأذكار التي يرددها المسلمون عقب صلواتهم وفي صلاة عيدهم بما يعبر عنه من التعظيم لله تعالى والاعتراف بعظيم نعمه المعنوية والمادية، وبما يفيده من ترسيخ الشعور بعظمة الله وكبريائه وقوته وعزته وبما يدل عليه أيضا من ضعف وعجز الشيطان وأولياء الشيطان كما قال تعالى في القرآن الكريم ” ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَاٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاٰتِلُونَ في سَبِيلِ ٱلطَّٰاغُوتِ فَقَاٰتِلُوٓاْ أَوْلِيَآءَ ٱلشَّيْطَٰانِ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰانِ كَانَ ضَعِيفًا” (النساء 76).
إن عيد الأضحى بالإضافة إلى شعائر الحج يتضمن الدروس الملهمة التي يمكن للأمة أن تتزود منها العزم، وتقتبس من ضيائها النور، وتعزز من خلالها صلتها بالله تعالى كي تحظى بالمجد والعزة والنصر، ومن المؤسف جداّ ما أقدم عليه النظام السعودي الجائر المنحرف من إيقاف الحج للعام الثاني من بلدان العالم الإسلامي، ومنع المسلمين من مختلف البلدان من الحج ما عدا حضور رموزي ومحدود من داخل المملكة العربية السعودية، في مخالفة صريحة للنصوص القرآنية، وفي تجاوز مكشوف لأساس من أسس فريضة الحج التي أرادها الله أن تكون فريضة إسلامية عالمية، وإن مما يبعث على الأسى والحزن مشاهدة المشاعر المقدسة والمسجد الحرام مقفرة وخالية إلا من القليل القليل من الحجاج في الوقت الذي يواصل النظام السعودي من خلال ما اسماها بهيئة الترفيه إقامة الحفلات الماجنة والعابثة وتجمعات اللهو والفساد، ويقدّم لها الخدمات والتسهيلات، ويفتح المجال فيها للتجمعات في صورة تقدم مقارنة واضحة تكشف حقيقة توجهات ذلك النظام المنحرف الذي لا يرعى حرمة المشاعر المقدسة، ولا يرعى حرمة ركن عظيم من أركان الإسلام، ولا يرعى حرمة الأمة الإسلامية التي لها الحق في إقامة هذه الفريضة إلى المشاعر المقدسة التي ليست ملكا لذلك النظام الجائر والله المستعان.
ولذلك فإن هذه الإجراءات التعسفية الباطلة في منع الحج عن الحجاج المسلمين من بقية البلدان هي واحدة من الجرائم الكبرى التي يمارسها النظام السعودي ضمن الدور التخريبي والإجرامي الذي يمارسه بحق الأمة الإسلامية والتآمر عليها وخدمة أعدائها، ومن ذلك عدوانه المستمر بإشراف أمريكي وبريطاني على شعبنا اليمني المسلم العزيز، وارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني وحصار هذا الشعب المسلم، ومنع وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية ومتطلبات الحياة إلا بعناء شديد وكلفة باهظة، وكذلك مؤامراته على بقية شعوب الأمة في فلسطين والبحرين وسوريا والعراق وبقية البلدان، يشترك معه في ذلك النظام الإماراتي وبقية المتحالفين على الإثم والعدوان والعمالة والخيانة والله المستعان.
إنني في هذه المناسبة المباركة أدعو شعبنا العزيز إلى الاستمرار في دعم الجبهات بالمال والرجال، والتصدي للعدوان المستمر على بلدنا والذي يمارس مع جرائم القتل والتدمير والتخريب جريمة الحصار والتجويع والانتهاك للحرمات.
كما أدعو إلى العناية بالتكافل الاجتماعي، ومواساة الفقراء والمحرومين، وتعزيز الروابط الأخوية والحفاظ على الجبهة الداخلية، والتعاون على البر والتقوى، وأبارك لشعبنا العزيز ما أنعم الله به من الانتصارات الكبيرة في محافظة البيضاء وسائر الجبهات، والتي هي شاهد واضح على النتائج العظيمة للصبر والعمل والتضحية والتحلي بالمسؤولية.. وبشر الصابرين.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهدائنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، ويفرج عن أسرانا، وينصر شعبنا المظلوم وأمتنا الإسلامية على الأعداء من الكافرين والمنافقين، والعزة للمؤمنين والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.