كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي خلال لقاء موسع لقبائل وحكماء اليمن 1440هـ 3-3-2019م
أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَلِكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عَبْدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجَبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين.
أيها الحضور الكرام في اللقاء القبلي الموسع:
السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛؛؛
أحييكم، وأحيي كل الأحرار الأوفياء في هذا البلد، كل القبائل الوفية الأبية الصامدة، التي عبَّرت في مواقفها، وأقوالها، وأفعالها، وعطائها، وتضحياتها، عن المبادئ الحقيقية لهذا الشعب (يمن الإيمان والحكمة)، وسأتحدث وأحرص على الاختصار؛ لإتاحة المجال لما بقي من المشاركات، وأيضاً للموضوع الرئيسي بهذه الفعالية وهذا اللقاء، المتعلق بوثيقة الشرف القبلية، وسأبدأ في حديثي على أساس الحديث عن موضوع له علاقة بظروف المنطقة، وبالعدوان على شعبنا، وله علاقة بالظروف التي نسعى فيها إلى تحصين ساحتنا الداخلية كشعبٍ يمنيٍ مسلم.
سيكون مفتاح الحديث في هذا الاجتماع هو حول (حفلة وارسو) الفاضحة: تلك الحفلة التي اجتمع فيها بعضٌ من المندوبين والمسؤولين عن بعض الأنظمة العربية، والحكومات العربية، وحضر معهم أيضاً في ذلك الاجتماع من يمثل الخونة والمرتزقة الذين خانوا شعبنا، ويشاركون مع الغزاة والأعداء الأجانب في عدوانهم على هذا البلد، من يسمونه- هم- بوزير خارجيتهم، وهو لا يمتلك الحق في أن يتسمَّى بهذا الاسم، وأن يتصف بهذه الصفة؛ فهو ليس إلا خائناً من مجموعةٍ من الخونة والحثالة المرتزقة، الذين خانوا وطنهم وشعبهم وأمتهم.
في ذلك الاجتماع اجتمعوا إلى جانب الإسرائيلي (رئيس الوزراء الإسرائيلي)، واجتماعهم معه هو اجتماع على موقف، وعلى توجه، وعلى مسار يتحركون فيه، ويعتمدون في تحركهم هذا على كثيرٍ من السياسات والمواقف، ولتحركهم هذا امتداد وتأثير في الساحة العربية عموماً، وله صلة أساسية بالعدوان على بلدنا.
حفلة وارسو.. إحدى محطات التآمر على الأمة
نحن ذكرنا في البيان الذي دعونا فيه إلى الخروج الشعبي في المظاهرات الواسعة، والتي أتوجه فيها بالشكر إلى شعبنا العزيز لخروجه المتميز، والواسع، والكبير، والحاشد، في تلك المظاهرات التي أعلن فيها شعبنا البراءة من أولئك الخونة، في ذلك البيان أشرنا إلى أنَّ ذلك الاجتماع ليس إلَّا محطة من محطات كثيرة للتآمر على أبناء الأمة وعلى قضايا الأمة، والذي يميزه عن غيره هو: أنه ظهر في العلن ما كان يجري في الخفاء.
نحن نقول: ما يعبر عنه ذلك الاجتماع هو أنه إعلانٌ واضحٌ عن التطبيع مع إسرائيل، وعن التعامل مع الإسرائيلي، كجزءٍ منهم، يجتمعون جميعاً كتوجهٍ واحد، وكمسار يتحركون جميعاً لأهداف واحدة، ولمواقف واحدة، والعلاقة مع العدو الإسرائيلي، والتعامل معه كشريك وحليف في قضايا يعتبرونها جامعة، ويتوحدون على أساسها، هو الذي يعبر عنه ذلك الاجتماع.
وحينما نأتي للحديث عن موضوع التطبيع مع إسرائيل، الذي يعني: العلاقة مع العدو الإسرائيلي، علاقةً قائمةً على أساس الشراكة والتحالف، وتعزيز الروابط في كل المجالات، هذا هو المعنى الحقيقي لما يقصدونه بالتطبيع مع إسرائيل، علاقة مع العدو الإسرائيلي قائمة على أساس الشراكة في المواقف والتوجهات، وقائمة على أساس تعزيز الروابط في كل المجالات، وهذا ما يعبر عنه القرآن الكريم بالولاء المحرم شرعاً، وهذا ما يعتبر- في واقع الحال- خيانةً لأمتنا الإسلامية، وتآمراً حقيقياً ومؤكداً على قضاياها الكبرى؛ لأن هذا الارتباط وهذه العلاقة: هو ارتباط وعلاقة مع عدو، عدوٌ لا شك في أنه عدو.
التطبيع.. معناه ونتائجه
إذا جئنا إلى مسألة التطبيع والعلاقة مع إسرائيل، وماذا يعني ذلك؟ وماذا يترتب على ذلك؟ تأتي أمامنا عدة نقاط:
أولاً: لا يمكن أن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل، وعلاقة مع العدو الإسرائيلي؛ إلَّا ويكون ذلك على حساب القضية المركزية للأمة، وهي: قضية فلسطين، ومظلومية الشعب الفلسطيني، وما يهدد المقدسات في فلسطين: من تدنيس لها، وهدم لها، وسيطرة مباشرة عليها من جانب العدو الإسرائيلي، لا يمكن أبداً علاقة مع إسرائيل، وتطبيع مع إسرائيل، وشراكة مع العدو الإسرائيلي؛ إلَّا على حساب هذه القضية، ومعنى التطبيع مع إسرائيل، والعلاقة مع إسرائيل، والشراكة مع إسرائيل: الاعتراف بهذا العدو من موقعه محتلاً لفلسطين، ظالماً للشعب الفلسطيني، مقتطعاً لأرضٍ هي جزءٌ من أرض الأمة الإسلامية، ومهددٌ لمقدسات هي من مقدسات الأمة، يدنسها، ويسيطر على بعضها بشكلٍ مباشر، ويهدد ما بقي منها بالتخريب والدمار، هذه حقيقة واضحة، وجلية، وبيِّنة، ولا خلاف في ذلك، لا يمكن أبداً أن ينكر ذلك إلَّا جاحد، أنت تعترف يا من يريد التطبيع مع إسرائيل، ويا من هو مطبع- بالفعل- مع إسرائيل، وبات له علاقة بالعدو الإسرائيلي، أنت تتعامل معه في الوقت الذي هو محتل وعدو، ويظلم شعباً هو جزءٌ من هذه الأمة- في كل يوم- ظلماً مستمراً، على مدى عقود طويلة من الزمن وهو يحتل أرض هذا الشعب، تلك الأرض التي هي جزءٌ من هذه الأمة، وشعبها جزءٌ من الأمة، وما يجري عليه هو ضد الأمة بكلها؛ لأن أي استهداف لأحدٍ أو جزءٍ من أبناء الأمة، هو استهدافٌ لهذه الأمة بكلها، أي احتلال من أعداء الأمة الإسلامية لأي بلد، أو قطر، أو منطقة من العالم الإسلامي، هو استهداف للأمة الإسلامية بكلها، ويتعلق بالأمة جمعاء مسؤولية بحسب ومستوى التهديد تجاه ذلك.
فهذا أول نتيجة للعلاقة مع العدو الإسرائيلي: أن ذلك- بلا شك- على حساب القضية الفلسطينية، فيما تعنيه هذه القضية من تهديد للمقدسات، من تنازل عن قطعة من أرض الأمة الإسلامية، وتمكين العدو منها، وأيضاً يمثل خيانةً للشعب الفلسطيني، الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، ويعاني أشد العناء، ومظلوم على مدى عقود من الزمن، ويستمر هذا الظلم بحقه.
النتيجة الثانية للعلاقة مع العدو الإسرائيلي، والتطبيع مع العدو الإسرائيلي: تتمثل في العداء لكل من يعادي إسرائيل، ولكل من يتبنى التوجه التحرري في الأمة، والسعي لإنقاذ هذه الأمة من سيطرة إسرائيل، ومن هيمنة أمريكا وسيطرة أمريكا، وهذا واضح، ما إن يتجه طرفٌ ما إلى التطبيع مع إسرائيل؛ إلَّا ويصبح مساره مساراً آخر، والذين لهم دورٌ بارزٌ وأساسي باتوا يقفون على النقيض وبعداء شديد لمن يعادي إسرائيل، وبناء على هذا كان موقفهم من حزب الله في لبنان، وبناء على ذلك كانت مواقفهم السلبية تجاه حركات المقاومة في فلسطين، وبناء على ذلك باتت حملاتهم الإعلامية الممنهجة المسيئة إلى الشعب الفلسطيني عموماً، وبناء على ذلك باتوا يعادون كل الأحرار من أبناء الأمة في أي بلد: في سوريا، أو في العراق، أو في إيران… أو في أي بلدٍ عربيٍ أو مسلم، كل من يتجه توجهاً حراً، معادياً لإسرائيل، مناهضاً للهيمنة الأمريكية؛ يتخذونه عدوناً.
النتيجة الثالثة: هي أنهم سيتحركون على أساس تنفيذ الأجندة والمؤامرات والمشاريع التي تسعى إسرائيل وتسعى أمريكا لتحقيقها في المنطقة، وللشغل عليها في واقع هذه الأمة، أمريكا وإسرائيل لا تتعاطى مع هذه الأمة بإيجابية، حتى يفكر البعض من المنتسبين لهذه الأمة في التفاعل الإيجابي، أو التعاطي الإيجابي، أو التعامل على أساسٍ من علاقةٍ محترمة، وشراكة… وما إلى ذلك. لا، أمريكا وإسرائيل تتحرك في واقع هذه الأمة، وفي هذه الساحة بأطماعها، بنزعاتها الاستعمارية، وهي تحمل العداء لهذه الأمة، ولها في سبيل تحقيق أهدافها الكثير من المؤامرات، والأجندة، والمخططات، والمشاريع العملية، والأنشطة الواسعة التي تساعدها في تعزيز سيطرتها على هذه الأمة، ستستفيد من عملائها أولئك لينفِّذوا الكثير والكثير، ليموِّلوا بالمال، ولينفِّذوا عملياً وعلى كل المستويات، وفي كل المجالات: على مستوى القتال، على مستوى التحرك الإعلامي، على مستوى الهجمات ذات الطابع الفكري والثقافي التضليلي… بكل الوسائل، وفي كل المجالات، سيتحركون لكل ما تريد منهم أمريكا وإسرائيل أن يتحركوا فيه؛ ولأن موقفهم من الأساس- هذه العلاقة مع العدو الإسرائيل، وهذا التطبيع مع العدو الإسرائيل- هو من أساسه موقفٌ يتناقض كلياً مع مبادئ أمتنا الإسلامية، مع قيمها، مع أخلاقها، حتى مع أحكام الشريعة الإسلامية، وحتى مع القوانين والدساتير في بعضٍ من هذه البلدان، وهو أيضاً شذوذٌ عما عليه شعوب هذه المنطقة، فهم يعملون بكل جهد إلى تحويل المسألة هذه إلى مسألة مقبولة في أوساط الشعوب؛ حتى تتقبلها بلدان المنطقة، وشعوب المنطقة، وبالتالي يحتاجون إلى أجندة كثيرة، إلى شغل واسع: شغل إعلامي، وشغل على المستوى التعليمي والتثقيفي، شغل تضليلي بالتأكيد؛ لتضليل شعوب المنطقة، وأنشطة متعددة، منها: صناعة العدو البديل، صناعة عدو بدلاً عن العدو الحقيقي الذي هو العدو الإسرائيلي، ويحوِّلون عداء الأمة له، وهذا ما يفعلونه اليوم: يبحثون عن بدائل، ممن؟ من أبناء الأمة؛ ليوجِّهوا السخط عليها، والعداء لها، والكراهية لها، وليحشدوا طاقات الأمة في هذا السياق، ومَن يختارون؟ يختارون من يعادي إسرائيل؛ ليدفعوا بالأمة إلى العداء له، وإلى النظرة السلبية عليه، ويستخدمون عناوين، العناوين ليست إلَّا للاستغلال: عناوين سياسية، عناوين دينية، عناوين مناطقية، عناوين عرقية… كل العناوين إنما يستغلونها، لكن الهدف الحقيقي هو أنهم يقفون من هذا الطرف أو ذلك الطرف موقفاً عدائياً لماذا؟ لأنه يعادي العدو الإسرائيل، ولأنه لا يقبل بالهيمنة والسيطرة الأمريكية، هذا حقيقة الأمر.
العدوان على اليمن.. الأسباب والدوافع
في هذا السياق يأتي عدوانهم على شعبنا اليمني، واستمرارهم في هذا العدوان لأكثر من أربع سنوات، نحن اليوم- بحسب التاريخ الهجري- في العام الخامس من العدوان، في العام الخامس بحسب التاريخ الهجري، وبحسب التاريخ الميلادي نحن في الشهر الأخير من العام الرابع منذ بداية هذا العدوان، ما هو السبب الرئيسي في عدائهم لنا في هذا البلد كشعبٍ يمنيٍ مسلم، بهذا العدوان الغاشم، الذي لا مثيل له فيما يرتكبه اليوم من جرائم، وفيما استخدمه ضد هذا الشعب، ولاستهداف هذا الشعب من وسائل، حملة كبيرة على كل المستويات؟ عداؤهم لنا لأننا لم ندخل في هذا التوجه الذي يريدونه، لقد عبَّروا حينما أخذوا ذلك الخائن العميل، ووضعوه إلى جانب نتنياهو، عبَّروا لنا كشعبٍ يمني، وبيَّنوا لنا كشعبٍ يمني، ووضَّحوا لنا كشعبٍ يمني أين يريدون أن نكون، يريدون أن نكون إلى جانب إسرائيل، أن نكون موالين لإسرائيل، أن نتحول- مثل ما هم- كخدام لإسرائيل وخدام لأمريكا، وهذا هو المستحيل بذاته، هذا الذي يأباه الله لنا، وتأباه لنا كرامتنا وفطرتنا وشرفنا، فلأننا كشعبٍ يمني لدينا توجهٌ قائمٌ على أساس الحرية والاستقلال، ونتخذ مواقفنا انطلاقاً من هويتنا الإيمانية، وانتمائنا الأصيل للإسلام، ووفائنا لشعوب أمتنا وأبناء أمتنا، وتبنينا لقضايا أمتنا؛ هم يحملون لنا كل هذا العداء، ويحملون علينا كل هذا الحقد، ويتحركون ضدنا على هذا المستوى من التحرك، الذي لا يألون فيه جهداً بكل ما يستطيعونه ويقدرون عليه في الاستهداف لنا، والعداء لنا.
مشكلتهم معنا هنا، والله مشكلتهم معنا هنا: توجهنا الحر والمستقل، ومواقفنا المسؤولة التي هي نابعةٌ من واقع انتمائنا للإسلام، ومن أساس مبادئنا، وقيمنا، وأخلاقنا، ومصداقيتنا في هذا الانتماء، هذه مشكلتهم الحقيقية معنا، بقيَّة الأشياء كلها عناوين، ليست إلَّا مجرد عناوين: عناوين سياسية، أو عناوين دينية، مشكلتهم معنا في أننا نصرُّ على أن نكون شعباً حراً، مستقلاً، ينطلق في مواقفه على أساس انتمائه وهويته الإيمانية؛ لأنه يمن الإيمان، وما يليق به، وما يعبر عن إيمانه هذا هو الموقف الصحيح في العداء لإسرائيل كعدوٍ للأمة الإسلامية، وكعدوٍ للشعب الفلسطيني، وككيانٍ إجراميٍ، متوحشٍ، ظالمٍ، مغتصب، هذه هي مشكلتهم معنا: في حريتنا، وفي مواقفنا، هذه المواقف المسؤولة، المواقف الصحيحة التي سنستمر عليها؛ لأنها انطلقت على أساسٍ مبدئيٍ وإنسانيٍ وأخلاقيٍ، وليست مجرد مواقف سياسية مجردة عن المبادئ، أو منفصلة عن الأخلاق والقيم والدين.
أما ما ينطلقون- هم- فيه، وفي ذلك المسار الخاطئ والمنحرف، فهم- هم- المخطئون، هم المخطئون، هم الذين ينبغي أن يراجعوا أنفسهم، وأن يصححوا ما هم فيه، هم الذين يخالفون توجيهات الله في القرآن الكريم، ألم يسمعوا قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: من الآية51]، هل بعد هذه الآية القرآنية شيء؟ كانت كافية في أن يتخذ الإنسان الموقف الصحيح والسليم.
عداؤهم لنا كشعبٍ يمني هو في هذا السياق ولهذا السبب، ونحن اليوم نُصِرُّ على أن نواصل مسيرتنا ودربنا، والمواصلة للسير في هذا الطريق على أساسٍ من مبادئنا وانتمائنا وهويتنا، ونحن معنيون بعد كل هذه الفترة منذ بداية العدوان، ومضي هذا الوقت الطويل وهم مستمرون في كل يوم يعتدون علينا كشعبٍ يمنيٍ مسلم، ما نقموا منَّا إلا إيماننا بالله العزيز الحميد، إيماننا الواعي، إيماننا الذي انطلقنا منه لنبني على أساسه موقفنا المسؤول، ولنتمسك بحريتنا وخلاصنا من التبعية لأمريكا، ومن التبعية لإسرائيل، هذا الذي نقموه مِنَّا.
نحن معنيون بتحصين ساحتنا الداخلية، وبأن نعمل ونتحرك في كل ما من شأنه أن يعزز حالة الصمود في التصدي للعدوان الظالم والإجرامي والوحشي، المستمر من جانب الأعداء، وإسرائيل هي شريكٌ في هذا العدوان باعترافها، وموقفها المعادي لنا كشعبٍ يمني موقفٌ معلن في تصريحات نتنياهو، ولمسؤولين إسرائيليين، وفي وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن طبيعة الشراكة في هذا العدوان علينا كشعبٍ يمنيٍ مسلم، فأولئك جماعة نتنياهو: سواءً من العرب، أو من بقية المناطق، جماعة نتنياهو هم مشتركون في هذا العدوان، الخونة من بلدنا، والخونة من بقية المنطقة العربية، شركاء في هذا العدوان علينا كشعبٍ يمنيٍ مسلم.
اليوم كقبائل لها موقف مشرف وعظيم وأساسيٌ في صمود هذا البلد، وفي تماسك هذا الشعب، معنيون بكل ما من شأنه أن يعزز حالة الصمود، وأن يحصِّن الوضع الداخلي؛ لأن الأعداء يحرصون على اختراق الوضع الداخلي، ويستغلون العناوين، ويستغلون الذين هم في واقعهم من ضعاف الإيمان، ومن قليلي الوفاء، يستغلون البعض من السذج ليتحرك تحت عنوان هنا أو هناك.
وثيقة الشرف القبلية: هي تهدف إلى تحصين الساحة الداخلية، وإلى إعطاء القبيلة دورها اللائق بها؛ لأن تضحياتها كبيرة، وعطاءها كبير، ومواقفها عظيمة ومشرِّفة.
نأمل- إن شاء الله- أن تتواصل الفقرات والمشاركات في هذا اللقاء الموسع، وأن تكون المخرجات- إن شاء الله- جيدة، وأن يكون هذا اللقاء الموسع منطلقاً قوياً لتحصين الساحة الداخلية.
أكتفي بهذا المقدار…
وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يعافي مرضانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛؛؛